Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أن رستم أمير الفرس قد أرسل إلى الصحابى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن ابعث إلينا برجل نكلمه، فكان فيمن بعثه إليهم هو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فأقبل إليهم وعليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب وبُسطهم على غلوة لا يُوصل إلى صاحبهم حتى يُمشى عليها، فأقبل المغيرة رضي الله عنه حتى جلس مع رستم على سريره، فوثبوا عليه وأنزلوه ومعكوه، وقال قد كانت تبلغنا عنكم الأحلام، ولا أرى قوما أسفه منكم، إنا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضا، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض، فإن هذا الأمر لا يستقيم فيكم ولا يصنعه أحد، وإني لم آتكم، ولكن دعوتموني اليوم، علمت أنكم مغلبون.
وأن ملكا لا يقوم على هذه السيرة ولا على هذه العقول، فقالت الناس، صدق والله العربي، وقالت الدهاقين، والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينزعون إليه، قاتل الله أولينا، ما كان أحمقهم حين كانوا يصغرون أمر هذه الأمة، ثم تكلم رستم فحمد قومه وعظّم أمرهم، وحقر من شأن العرب، وعرض عليه الأموال لينصرف العرب عن بلاد فارس، فتكلم المغيرة رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه وقال ” إن الله خالق كل شيء ورازقه، فمن صنع شيئا فإنما هو يصنعه، وأما الذي ذكرت به نفسك وأهل بلادك من الظهور على الأعداء، والتمكن في البلاد فنحن نعرفه، فالله صنعه بكم ووضعه فيكم وهو له دونكم، وأما الذي ذكرت فينا من سوء الحال والضيق والاختلاف فنحن نعرفه ولسنا ننكره، والله ابتلانا به والدنيا دول.
ولم يزل أهل الشدائد يتوقعون الرخاء حتى يصيروا إليه، ولم يزل أهل الرخاء يتوقعون الشدائد حتى تنزل بهم، ولو شكرتم ما آتاكم الله لكان شكركم يقصر عما أوتيتم، وأسلمكم ضعف الشكر إلى تغير الحال، ولو كنا فيما ابتلينا به أهل كفر لكان عظيم ما ابتلينا به، مستجلبا من الله رحمة يرفه بها عنا، إن الله تبارك وتعالى بعث فينا رسولا” ثم ذكر له الخيارات الثلاث، وهى الإسلام أو الجزية أو القتال، وقال له ” وإن عيالنا قد ذاقوا طعام بلادكم، فقالوا لا صبر لنا عنه” فقال رستم، إذن تموتون دونها، فقال المغيرة رضي الله عنه “يدخل من قتل منا الجنة، ومن قتل منكم النار، ويظفر من بقي منا بمن بقي منكم” وكان من بعض كلمات المغيرة بن شعبة رضى الله عنه أنه قال ” من أخّر حاجة رجل فقد ضمنها.
إن المعرفةَ لتنفع عند الكلب العقور والجمل الصؤل فكيف بالرجل الكريم؟ وقال رضى الله عنه، أشكر من أنعم عليك وأنعم على من شكرك فإنه لا بقاء للنعم إذا كفرت ولا زوال لها إذا شكرت، وعن عبد الملك بن عمير، عن ورَّاد كاتب المغيرة بن شعبة رضى الله عنه، قال أملى عليَّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية بن أبى سفيان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *