Share Button
الدكروري يتكلم عن دهاة العرب المشهورين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما ذكرت الروايات أن الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة كان واحدا من دهاة العرب المشهورين حتى قيل له مغيرة الرأي، وقد حدث عنه بعض أصحابه فقال صحبت المغيرة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كلها، وقيل عنه ما غلبه أحد في الدنيا كما كان يقول إلا شاب من قبيلة بلحارث بن كعب، حين خطب المغيرة امرأة فقال له الشاب، أيها الأمير لا تنكحها فإني رأيت رجلا يقبلها، فانصرف عنها، فتزوجها الشاب، فقال له المغيرة ألم تقل إنك رأيت رجلا يقبلها؟ قال بلى رأيت أباها يقبلها وهي صغيرة، وقيل عنه أنه كان مزواجا مطلاقا أحصن أكثر من ثمانين امرأة، وطعن في بطنه يوم القادسية فجيء بامرأة من طيء تخيط بطنه فلما نظر إليها قال ألك زوج؟
قالت وما يشغلك ما أنت فيه من سؤالك إياي؟ وكان يقول صاحب الواحدة إن زارت زار، وإن حاضت حاض، وإن نفست نفس، وإن اعتلت اعتل، وصاحب الثنتين في حرب هما ناران تشتعلان، وصاحب الثلاث في نعيم، فإذا كن أربع كان في نعيم لا يعدله شيء، وكان من أقواله رضي الله عنه اشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة إذا كفرت ولا زوال لها إذا شكرت، إن الشكر زيادة من النعم وأمان من الفقر، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، وروى عنه أولاده عروة وحمزة وعقار، والمسور بن مخرمة ومسروق وغيرهم، والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، هو أبو عيسى، ويقال أبو عبد الله، وكان من دهاة العرب وذوي آرائها.
ولقد كان الإمام على بن أبى طالب كثير النصح لعثمان بن عفان بالاستماع إلى الآخر، وتأمل وجهة النظر المخالفة، وخصوصا خلال الفترة التى شهدت تمردا من جانب جماعات من مصر والبصرة والكوفة على حكمه، لكن الأمر اختلف عندما تولى خلافة المسلمين بعد استشهاد الخليفه عثمان بن عفان فكان الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، أميل إلى تحكيم رأيه، وكانت الشورى من وجهة نظره تعنى فقط إفساح المجال للقريبين منه كى يقدموا وجهة نظرهم، التى يكتفى بالاستماع إليها ولا يأخذ بها فى الأغلب، ولقد الصحابى المغيرة بن شعبة كان يقال له مغيرة الرأي، فقد كان من دهاة العرب، وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق، وقد لاه عمر بن الخطاب، البصرة، ففتح ميسان، وهمذان، وعدة بلاد.
فعن المغيرة بن شعبة قال إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت أمشى أنا وأبو جهل، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأبي جهل ” يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل، يا محمد هل أنت منته عن سبّ آلهتنا، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت، فو الله لو أني أعلم أن ما تقول حق ما اتبعتك، فانصرف رسول الله صلى اله عليه وسلم، وأقبل عليّ فقال والله إنى لأعلم أن ما يقول حق، ولكن بنو قصيّ قالوا فينا الحجابة، فقلنا نعم، فقالوا فينا الندوة، قلنا، نعم، ثم قالوا فينا اللواء، فقلنا نعم، وقالوا فينا السقاية، فقلنا نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكت الركب قالوا منا نبيّ، والله لا أفعل، ومن دهاء المغيرة بن شعبة، أنه لما شكا أهل الكوفة عمارا.
فاستعفى عمار عمر بن الخطاب، فولى عمر جبير بن مطعم الكوفة، وقال له لا تذكره لأحد، فسمع المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطاب خلا بجبير، فأرسل امرأته إلى امرأة جبير بن مطعم لتعرض عليها طعام السفر، ففعلت، فقالت نعم ما حييتني به، فلما علم المغيرة جاء إلى عمر بن الخطاب فقال له بارك الله لك فيمن وليت، وأخبره الخبر فعزله وولى المغيرة بن شعبة الكوفة، فلم يزل عليها حتى مات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *