Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في الروايات عن فتح خيبر أنه قد أراد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يجلي اليهود من خيبر، فقالوا يا رسول الله، دعنا نكون في هذه الأرض، نصلحها، ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون حتى يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع، ومن كل ثمر، ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم، وكان عبد الله بن رواحة يخرصه عليهم، وقسم أرض خيبر على ستة وثلاثين سهما، وجمع كل سهم مائة سهم، فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين النصف من ذلك وهو ألف وثمانى مائة سهم.
وللنبي صلى الله عليه وسلم سهم كسهم أحد المسلمين، وعزل النصف الآخر، وهو ألف وثمانى مائة سهم، لنوائبه وما يتنزل به من أمور المسلمين، وإنما قسمت على ألف وثمانى مائة سهم، لأنها كانت طعمة من الله لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب، وكانوا ألفا وأربعمائة، وكان معهم مائتا فرس، لكل فرس سهمان، فقسمت على ألف وثمانى مائة سهم، فصار للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم واحد، ويدل على كثرة مغانم خيبر ما رواه البخاري عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ” ما شبعنا حتى فتحنا خيبر ” وما رواه عن السيدة عائشة قالت ” لما فتحت خيبر قلنا، الآن نشبع من التمر” ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم.
التي كانوا منحوهم إياها من النخيل حين صار لهم بخيبر مال ونخيل، ولقد كانت السيدة صفية بنت حيى بن أخطب، جعلت في السبايا حين قتل زوجها كنانة بن أبي الحقيق لغدره، ولما جمع السبي جاء دحية بن خليفة الكلبي، فقال يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، فقال صلى الله عليه وسلم، اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة وبني النضير، لا تصلح إلا لك، قال “ادعوه بها” فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال “خذ جارية من السبي غيرها ” وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها” حتى إذا كان بسد الصهباء راجعا إلى المدينة حلت.
فجهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل، فأصبح عروسا بها، وأولم عليها بحيس من التمر والسمن والسَّويق، وأقام عليها ثلاثة أيام في الطريق يبني بها، ورأى بوجهها خضرة، فقال “ما هذا؟” قالت يا رسول الله، رأيت قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه، وسقط في حجري، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئا، فقصصتها على زوجي، فلطم وجهي، فقال تمنين هذا الملك الذي بالمدينة، ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم، من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها، فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها، فأبت عليه، فوجد في نفسه، فلما كان بالصهباء نزل بها هناك فمشطتها أم سليم، وعطرتها، وزفتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبنى بها، فسألها ” ما حملك على الامتناع من النزول أولا ” فقالت خشيت عليك من قرب اليهود، فعظمت في نفسه، ومكث محمد بالصهباء ثلاثة أيام، وأولم عليها ودعا المسلمين، وما كان فيها من لحم وإنما التمر والأقط والسمن، فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو ما ملكت يمينه، فلما ارتحل وطأ له خلفه ومد عليها الحجاب، فأيقنوا أنها إحدى أمهات المؤمنين.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *