Share Button
الدكروري يكتب عن إدراك أهمية الفرص
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من حسن إسلام المرء هو التطلع دائما للتفقه في دينة والمعرفة برب هذا الكون العظيم والسعي مجاهدا لرضا مولاة والسير علي طريق هداه، وإتباع سنة نبيه ومصطفاة، فإلى متى يرضى الكثير منا بضعف الهمة، وفتور العزيمة، ويرضى من الغياب بالإياب، ومن الغنيمة بالسلامة؟ وإلي متى نرى في الأمة المسلمة الجم الغفير والعدد الكثير الذين يحملون الهم لضخامة الهمم؟ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول ” إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة ” رواه البخاري، وهذا هو عكاشة بن محصن لما رأى أمامة فرصة لأن يدخل الجنة بغير حساب بادر إلى انتهازها، فلما سمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول يدخل من أمتي سبعون ألفا بغير حساب.
قال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت منهم، هنا قال آخر ادع الله أن يجعلني منهم، فقال صلي الله عليه وسلم “سبقك بها عكاشة” فترقب للفرصة وانتهاز لها وحرص على الاستفادة الكاملة منها، فلم يكونوا يعرفون ما يتداوله الناس من قتل الوقت وإضاعة الزمن فقد قرأوا قول الله تعالى ” فإذا فرغت فانصب وإلي ربك فارغب” ومعناها بصورة عامة انك إذا انتهيت من أي أعمالك فأقبل على عمل آخر حتى تكون كل أوقاتك عامرة بالأعمال النافعة لك ولأهلك ولبلدك، فإذا فرغت من دنياك فأقبل على آخرتك واعمل على رضا ربك، ولمّا صعد ابن مسعود رضي الله عنه على شجرة يجتني سواكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان دقيق الساقين.
فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ممّ تضحكون؟ قالوا يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد ” أي من جبل أحد، فاغتنم صلى الله عليه وسلم الفرصة ليبيّن للأمة أن الناس يوم القيامة لا يتفاضلون بأشكالهم وأحجامهم، وإنما بصلاح قلوبهم وأعمالهم، فالله عز وجل لا ينظر إلى الصور والألوان والأشكال، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، والفرصة مهما كانت ثمرتها بعيدة وظننت أن غيرك سيجني ثمرتها فلا يجوز لك أن تتركها، ومن هنا كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن لا يتكاسلوا عن فعل الخير.
وأن لا يفرطوا في عمل نافع حتى ولو كان دنيويا، ولقد سرت هذه الروح عند المسلين الأوائل حيث إنهم كانوا يدركون أهمية الفرص التي تتاح لهم، ويعرفون أنها نعمة يجب أن يحسنوا التعامل معها، ولذلك لما كانت هذه الفرصة تسنح لأحدهم كان ينتهزها ولا يضيعها .
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *