Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية والإسلامية عن المختار الثقفي، أنه كان بعد ان استشهد المختار وقتله مصعب بن الزبير فأنه قد دفن الجسد الطاهر في سور القصر، وهو قصر الامارة، وكان بالقرب من المسجد وبقي القبر مغمور الى ان جاء العالم السيد مهدي بحر العلوم رحمه الله بتنقيب المسجد ومعرفة أثاره ومحاربيه وقد ترجح عند السيد رحمه الله ان يدفن مسجد الكوفة بالتراب حيث كانت ارض المسجد القديمة منخفضة، وقد اصبحت ارض المسجد تطفوا على سطحها المياه الجوفية وذلك بسبب مجرى نهر الفرات فقام السيد رحمه الله بدفن المحاريب بالتراب الجديد الطاهر، حفاظا على قدسية المسجد من التلوث الطارئ وبنى على اسس تلك المحاريب، المحاريب الجدد كما هي عليه الان.
ففي ذلك الوقت من التنقيب والاستدلال على آثار المسجد من قبل السيد وجماعة العلماء عثر السيد بحر العلوم رحمه الله على القبر الشريف الذي كان معفى سابقا، فعندئذ ظهر قبر المختار في آخر الدهليز النافذ إليه تحت الارض الى خارج المسجد المؤدي الى قصر الامارة ووجدوا عليه دكة مكتوب عليها اسمه ولقبه، ثم تصدى الوجيه محسن الحاج عبود شلاش فأنشأ له حرما جديدا واسعا والحقه برواق مسلم بن عقيل رضى الله عنه جنوبا وجعل لقبره شباكا حديديا وسد باب الدهليز القديم من حجرة الزاوية في مسجد الكوفة، وأما عن المختار الثقفى فقد كان أبوه هو أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وهو صحابي، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أولاده هم المختار، وصفية وجبر.
وقد قُتل هو وابنه جبر في موقعة الجسر، وقد تزوج أبو عبيد بن مسعود من دومة بنت عمرو بن وهب، وكان قبل تزوجه إياها يختار نساء قومه فرأى في منامه قائلا يقول له تزوج دومه، فإنها عظيمة الحومه، لا يسمع فيها من لائم لومه، فتزوجها، فأنجبت له المختار، وتزوج أيضا من عاتكة أو عليلة بنت أَسيد بن أَبِي العيص فأنجبت له صفية، وقيل إِن الخليفه عمر بن الخطاب قد استعمله سنة ثلاث عشرة للهجره، وسيَّره إِلى العراق في جيش كثيف، وكان فيهم جماعة من أَهل بدر، وإِليه ينسب الجسر المعروف بجسر أَبي عُبيد، وقد قُتل هو وابنه جبر بن أبي عبيد في صدر خلافة عمر بن الخطاب يوم الجسر فى العام الثالث عشر من الهجره، ويعتبر بعض السنة أن المختار يظهر التشيع ويبطن الكهانة.
وأنه الكذاب المقصود بالحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول ” إن في ثقيف كذابا ومُبيرا ” كما يعتبرونه صاحب مذهب الكيسانية، ويروون عن رفاعة القباني بأنه دخل على المختار يوما، فألقى المختار له وسادة، وقال ” لولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك” وقيل لابن عمر رضى الله عنهما، وكان زوج أخت المختار وصفيه، أنه قيل له بأن المختار يزعم أن الوحي يأتيه، فقال بن عمر لقد صدق الله تعالى فقال فى كتابه الكريم “ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وكذلك يروون عن أنيسة بنت زيد بن أرقم أن أباها دخل على المختار فقال له المختار يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل.
فقال له زيد حقرت وتعست أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله، وقال أبو داود الطيالسي، حدثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد قال، كنت ألصق شيء بالمختار الكذاب، قال، فدخلت عليه ذات يوم فقال، دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسي، قال، فأهويت إلى قائم السيف لأضربه حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة ” فكففت عنه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *