Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عندما استشهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان وكان في بيت السيدة نائلة بنت الفرافصة الكلبية، فخرجت السيدة نائلة بنت الفرافصة تجمع شعث همومها في موكب دفنه عند أطراف البقيع، حيث وارى الثرى رضي الله عنه وأرضاه وكفاه ببطشه ما فعلته الغوغاء فيه، ثم قامت نائلة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبلت القبلة بوجهها، ووجهت إحدى نسوتها تستنهض الناس حتى إذا اجتمعوا قامت فحمدت الله وأثنت وصلت على رسول الله، ثم قالت عثمان ذو النورين قتل مظلوما بينكم بعد الاعتذار، وإن أعطاكم العتبى معاشر المؤمنة وأهل الملة، لا تستنكروا مقامي ولا تستكثروا كلامي فإني حرّى عبرى، رزئت جليلا وتذوقت ثكلا من عثمان بن عفان، ثالث الأركان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأقام يمدكم بالرأي ويمنعكم بالأدنى، يصفح عن مسيئكم في إساءته، ويقبل من محسنكم بإحسانه، ويكافيكم بماله، ضعيف الانتصار منكم، فاستلنتم عريكته حين منحكم محبته، فحين فقدتم سطوته وأمنتم بطشه ورأيتم أن الطرق قد انشعبت لكم والسبل قد اتصلت بكم ظننتم أن الله يصلح عمل المفسدين، فعدوتم عدوة الأعداء، وشددتم شدة السفهاء على النقي التقي الخفيف بكتاب الله عز وجل لسانا، الثقيل عند الله ميزانا، فسفكتم دمه وانتهكتم حرمه واستحللتم منه الحرم الأربع حرمة الإسلام وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام، ثم انصرفت باكية مسترجعة، وتفرق الناس مع انصرافها، وهكذا هي السيدة نائلة بنت الفرافصة، فهي إحدى زوجات أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وهي آخرهن ارتباطا به، وكان لها دور كبير في اواخر حياته، وقد عرفت السيدة نائلة برجاحة العقل والفصاحة والشعر والأدب، وحينما تزوجت سيدنا عثمان بن عفان، كانت على غير دين الإسلام ولكنها أسلمت على يديه بعد ذلك، وقد رافقت السيده نائلة، السدة عائشة رضى الله عنها لتعلم الإسلام، وبالفعل تعلمت الكثير من القرآن والسنة والفقة، وأصبحت تنقل الأحاديث عن السيدة عائشة وسيدنا عثمان بن عفان، رضى الله عنهم جميعا، وقد تميزت السيدة نائله بذكاء في التعامل مع الظروف الصعبة التي حلت في عصر سيدنا عثمان بن عفان، حيث شهد عصره ما يسمى الفتنة الكبرى، وظلت السيدة نائلة بالقرب من زوجها سيدنا عثمان، ونصحته بالتقرب إلى علي بن أبي طالب.
وحينما تم اقتحام منزل الخليفة عثمان بن عثمان ظلت واقفة بجواره تدافع عنه، إلى أن أصيبت في يديها، وفي النهاية قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وقد نشأت السيده نائله، في قبيلة تسمى قبيلة كلب، التي سكنت صحراء السماوة بين الشام وجزيرة العرب، وكان دينها النصرانية، وقد اعتنقت الاسلام هي وأخوها وكان يسمى ضب، وكان ذلك بعد الفتوحات الاسلامية لبلاد الشام أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتزوجها عثمان وهو في الخامسة والستين من عمره، وكانت تناهز السادسة عشرة، وكان اللقاء الاول بينهما كله ود وحب امتد حتى آخر يوم من هذه العلاقة، وعاشت نائلة في قمة السعادة مع زوجها، تكن له الحب والوفاء والطاعة، حتى كانت عنده من أحب نسائه اليه، وما لبثت أن أنجبت له ثلاث بنات هن أم خالد وأروى وام أبان.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *