Share Button
بقلم محمد الدكـــروري
في معركة الجمل المشهورة للثأر من قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان قد تصارع الأشتر النخعي مالك بن الحارث مع عبد الله بن الزبير بن العوام وكان أيضا من الأبطال، وكان ابن الزبير يومئذ مع خالته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما، فلما تماسكا صار كل واحد منهما إذا قوى على صاحبه جعله تحته وركب صدره، وفعلا ذلك مرارا وابن الزبير ينشد ويقول، اقتلاني ومالكا، واقتلا مالكا معي، وهو يريد الأشتر النخعي، ولولا قال الأشتر لقتلا جميعا، لأن اسم مالك لم يكن مشهورا بين الناس، وقد ولاه الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، على مصر، فسار إليها حتى إذا بلغ القلزم، شرب شربة عسل فمات عام سبعه وثلاثين من الهجرة، وفي الرواية الشيعية، قيل أنه قال عنه الإمام علي بن أبي طالب حين بلغه خبر وفاته.
“جزى الله مالك خيرا، كان عظيما مهابا، أكبر من الجبل، وأشد من الصخر، والله لقد تزلزلت بموته عالم وأمة، وفرح بموته عالم وأمة، فلمثل مالك فلتبكي البواكي” ويقول ابن أبي الحديد، لو أقسم أحد بأن الله تعالى لم يخلق في العرب والعجم شخصا أشجع من مالك إلا أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام لم يأثم، وقيل انه دفن مالك في قرية الألج وكانت بعيدة عن الفسطاط القديمة انذاك وهي الان مازالت تسمى الالج وهي إحدى احياء المرج بالقاهره، والمرج هي المدخل الشمالي الشرقي لمدينة القاهرة، والمدخل الجنوبي لمحافظة القليوبية، وكان مالك الأشتر ممن حضر من الكوفة إلى المدينة أثناء فتنة مقتل الخليفه الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وكان ممن له ذكر في أحداثها، وروى ابن سعد والبخاري عن كنانة مولى صفيه أم المؤمنين قال ” كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ” ردونى لا يفضحنى هذا” وقال الحسن فى حديثه ” ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام ” لكنه لم يشترك في قتله، والروايات تظهر عدم رضاه بذلك، وروى الطبري عن علقمه ” قلت للأشتر، قَد كنت كارها لقتل عثمان بن عفان، فما أخرجك بالبصرة؟ وكذا الحال بالنسبة لمحمد بن أبي بكر الصديق، فجاءت روايات بأنه كان ممن دخل الدار على عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكنها نصت على أنه بعد أن نصحه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذكره كف محمد بن أبى بكر يده ، وانصرف.
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى، ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت حلقه، والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره، وأنه استحيى ورجع حين قال له عثمان لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها، فتذمم من ذلك، وغطى وجهه، ورجع، وجاحف دونه فلم يُفد، وكان أمر الله تعالى قدرا مقدورا، وكان ذلك في الكتاب مسطورا “
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *