Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أنه قد أثار وجود الحافظ ابن حجر في اليمن أهتمام العلماء فأقبلوا على السماع منه والأستمداد من فوائده، حتى طلب منه ابن النفيس العلوي أن يخرَّج لهم من مرويات نفسه، فخرَّج الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة، في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه التقييد لابن نقطة، في خمسة أيام، وفصل الربيع في فضل البديع، في يومين، وأخذوا عنه مشيخة الفخر ابن البخاري، والمائة العشاريات لشيخه التنوخي، وحدث بكتاب ابن الجزري في الأدعية المسمى بالحصن الحصين فتنافسوا في تحصيله وروايته، ولما سمع صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل بن عباس بقدوم ابن حجر إلى البلاد اليمنية. 

 

طلب الاجتماع به والسماع منه، فالتقى به ابن حجر وامتدحه في أكثر من ثلاث قصائد، وأهداه تذكرته الأدبية بخطه في أربعين مجلدا لطافا بالإضافة إلى كتب أخري، فأثابه الملك الأشرف أحسن إثابة وعامله معاملة كريمة، وفي عام ثماني مائة من الهجرة، رحل ابن حجر من اليمن في صحبة الموكب الذي جهزه صاحبها الملك الأشرف للحجاج إلى مكة ليحج حجة الإسلام، ثم سافر إلى اليمن للمرة الثانية سنة ثماني مائة وستة من الهجرة، فلقي هناك من التقى بهم في المرة الاولى وغيرهم، فأخذ عنهم وأخذوا عنه، وقد واجه الإمام الحافظ ابن حجر الكثير من المتاعب خلال رحلته الثانية لليمن حيث انصدع المركب الذي يقله، وغرق جميع ما كان معه من المتاع والكتب والنقد، ثم يسر الله طلوع أكثرها. 

 

وقال السخاوي وفي هذه المرة انصدع المركب الذي كان فيه، فغرق جميع ما معه من الأمتعة والنقد والكتب، ثم يسر الله تعالى بطلوع أكثرها بعد أن أقام ببعض الجزائر هناك أياما، وصولح عما جرت العادة بأخذه مما يطلع بعد الغرق بمال كثير جدا، بحيث يتعجب من كثرة أصله، وكتب محضر بذلك كما قيل، وكان من جملة الكتب التي غرقت مما هو بخطه أطراف المزي، وأطراف مسند أحمد، وأطراف المختارة، وكلاهما من تصنيفه، وكذا ترتيب كل من مسندي الطيالسي وعبد بن حميد، وكان من جملة الذهب العين فيما قيل سبعة آلاف مثقال أو أكثر من الذهب المصري وديعة لابن مسلم، ولذلك تجشم الحافظ ابن حجر المشقة، حيث أقام على التماسها في البحر مدة حتى أخرجت، ويعزو السخاوي نقلا عن ابن حجر. 

 

فيقول هذا الغرق إلى عين حسد من استعرض كتبه وتعجب من كثرة ما فيها بخطه، ولما رجع من رحلته الثانية لليمن حج أيضا، قال السخاوي فيما أظن وعاد إلى جدة، ثم سافر إلى بلده، فأقام بها على عادته، ثم خرج بن حجر من القاهرة، عصر يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر شعبان سنة ثماني مائة واثنين من الهجرة، قاصدا بلاد الشام للأخذ عمن بها من الشيوخ والمحدثين والمسندين، وصحبه في هذه الرحلة قريبه الزين شعبان، والحافظ تقي الدين الفاسي، فسمع بالبلاد التي دخلها من بلاد الشام أو التي في الطريق إليها ما لايوصف ولا يدخل تحت الحصر على أمم كثيرة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *