Share Button
الدكروري يكتب عن الصحابية كبشة الأنصارية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إنها أم البطل الشهيد الذي اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ولقد شهد الصحابي الجليل سعد بن معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوات بدر وأحد والخندق التي أصيب فيها إصابة بليغة، ولما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم، بني قريظة، قبلوا بالاستسلام على أن يُحكَم فيهم سعد بن معاذ، فحُمل إليهم وهو جريح، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين، بعد غزوة بني قريظة، انتقض جرح سعد، ولم يلبث إلا يسيرا ومات، وكانت السيده كبشه بنت رافع ابنها هو عمرو بن معاذ وهو ممن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وقتله ضرار بن الخطاب الفهري، وقال حين طعنه فأنفذه لا تعدمن رجلا يزوجك من الحور العين، قاله استهزاء، وذاك قَبل إسلام ضرار.
وكان له حينئذ اثنتان وثلاثون سنة، وقيل أنه قد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين عمرو بن معاذ وبين عمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص، وكانت للسيده كبشه بنت رافع بشارتها بالجنة، فقد قال الله تعالى ” الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون” فهذه الصحابية الفاضلة وهي أم سعد بن معاذ السيدة كبشة أم الأبطال ضربت أروع آيات الصبر والتوكل في تاريخ النساء وكانت تحث على مرضاة ربها ومرضاة نبيه، وتؤثر محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل غالي ونفيس من مال وولد، لقد صبرت عندما استشهد ولدها عمرو وأخوه سعد رضي الله عنهما وفي السنة النبوية إشارات كثيرة ودلائل واضحة.
تبشر بالجنة لمن صبر ابتغاء مرضاة الله، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” مَن احتسب ثلاثة من صُلبه دخل الجنة” فقامت امرأة فقالت أو اثنان؟ فقال” أو اثنان” فقالت يا ليتني قلت واحدة، فكانت هذه نفحات ندية من سيرة صحابية جليلة فقد صبرت ابتغاء مرضاة الله تعالى فرضي الله عنها وأرضاها لأنها ضربت الأمثلة في الصبر والوفاء، وهكذا كانت المرأة الصحابية فقد اختلفت عن غيرها من نساء عصرها، حيث شهدت المرأة الصحابية في عصر النبوة تباشير التحول الكلي في التشريعات والعلاقات والمعاملات فيما بين المرأة والرجل، بل شهدت تأريخا جديدا محا قواعد باطلة.
وأرسى قواعد غيرها صافية، ويقول فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه “والله، إنا كنا في جاهلية ما نعير للنساء أمرا، حتى أنزل الله تعالى، فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *