Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن الإمام العز إبن عبد السلام وهو أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي الشافعي، وقيل أنه كان السلطان الصالح أيوب قبل مرضه، قد وقع بينه وبين أخيه السلطان الكامل بمصر جفوة ووحشة، في الوقت الذي ظهر فيه التتار في الشرق، فقال الشيخ للسلطان أخوك الكبير ورحمك، وأنت مشهور بالفتوحات، والنصر على الأعداء، والتتار قد خاضوا بلاد المسلمين، وأمره بصلة أخيه والتعاون معه في وجه التتار، وإزالة مظاهر القطيعة والعداوة بينهما قائلا ولا تقطع رحمك في هذه الحالة، وتنوي مع الله نصر دينه وإعزاز كلمته، فإن من الله بعافية السلطان رجونا من الله إدالته على الكفار، وكانت في ميزانه هذه الحسنة العظيمة.
فإن قضى الله تعالى بانتقاله إليه كان السلطان في خفارة نيته، فقال له جزاك الله خيراعن إرشادك ونصيحتك، وأمر والشيخ حاضر في الوقت بتنفيذ ذلك، ثم قال له زدني من نصائحك ووصاياك، فقدم الشيخ النصائح، وأمره بإزالة المنكرات، ومنع المحرمات، ورفع المكوس عن المسلمين، وإبطال القاذورات، ودفع المظالم، فتقدم السلطان فورا بإبطال ذلك كله، وقال له جزاك الله عن دينك وعن نصائحك وعن المسلمين خيرا، وجمع بيني وبينك في الجنة بمنه وكرمه، وودع الشيخ السلطان، ومضى إلى البلد، وقد شاع عند الناس صورة المجلس، وتبطيل المنكرات، وباشر الشيخ بنفسه تبطيل بعضها، وكما اشتهر العز بن عبد السلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت هذه الصفة أهم صفاته.
وأكثر مميزاته على غيره من العلماء، ولذلك أجمع المصنفون على وصفه بذلك، قال الكتبي في وصف العز كان ناسكا ورعا، أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، وقال ابن العماد في وصف العز بدمشق هذا مع الزهد والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلابة في الدين، ثم يقول عنه في مصر فأقام بالمنصب أتم قيام، وتمكن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال عنه السيوطي، وقدم مصر، فأقام بها أكثر من عشرين سنة، ناشرا للمعروف ناهيا عن المنكر، يعظ الملوك فمن دونهم، وقال ابن السبكي هو إمام عصره بلا مدافعة، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه، وكما اختلف العلماء والكتاب والمصنفون قديما وحديثا اختلافا واسعا في وصف العز بن عبد السلام بالتصوف.
أو براءته منه، وتشعّب القول في ذلك، فذهب معظم المؤرخين القدامى وبعض المعاصرين إلى إثبات نسبة التصوف للعز، واتفاقه مع الكتاب والسنة، واستندوا إلى أدلة كثيرة، أهمها صلته بكبار علماء الصوفية في زمانه كأبي الحسن الشاذلي وشهاب الدين عمر السهروردي، وحضور مجالسهم، وقراءة كتب الصوفية وممارسته لبعض أعمالهم. وقد نقل ابن السبكي أن الشيخ عز الدين لبس خرقة التصوف من الشيخ السهروردي، وأخذ عنه، وذكر أنه كان يقرأ بين يديه رسالة القشيري، ثم قال ابن السبكي وقد كان للشيخ عز الدين اليد الطولى في التصوف، وتصانيفه قاضية بذلك، وقال السيوطي وله كرامات كثيرة، ولبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي، وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *