Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت الروايات الإسلامية الكثير عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وكان هناك أقاويل كثيرة في موته فكان قول ابن العربي، أنهم قالوا إن مروان بن الحكم قتل طلحة بن عبيد الله، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت، وقيل أن بطلان السبب الذي قيل أن مروان قتل طلحة من أجله، وهو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان، وهذا السبب المزعوم غير صحيح، إذ إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدا من الصحابة قد أعان على قتل عثمان بن عفان، وإن كون مروان وطلحة من صف واحد يوم الجمل وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس، وأن معاوية بن أبى سفيان قد ولى مروان على المدينة ومكة، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية على رقاب المسلمين.
وأيضا من أسباب بطلان هذه الروايه هو وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري، مع ما عرف عن البخاري من الدقة وشدة التحري في أمر من تُقبل روايته، فلو صح قيام مروان بقتل طلحة، لكان هذا سببا كافيا لرد روايته والقدح في عدالته، وقد رُوى أن طلحة لما قُتل ورآه الإمام علي بن أبي طالب مقتولا، جعل علي يمسح التراب عن وجهه، وقال “عزيز علي، أَبا محمد، أَن أَراك مجدلا تحت نجوم السماءِ” ثم قال “إِلى الله أَشكو عجرى وبُجرى” وترحم عليه، وقال الإمام على ” ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة” وبكى هو وأَصحابه عليه، ورُوى أن الإمام على بن أبى طالب قال ” بشروا قاتل طلحة بالنار ” ودفن طلحة بالبصرة، وروى سعيد بن المسيب، أَن رجلا كان يقع في علي وطلحة والزبير.
فجعل سعد بن مالك ينهاه، ويقول له، لا تقع في إِخواني، فأبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال اللهم إِن كان مُسخطا لك فيما يقول فأرني فيه آفة، واجعله للناس آيه، فخرج الرجل فإِذا هو ببختيّ يشق الناس، فأَخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فيقول سعيد بن المسيب فأنا رأَيت الناس يتبعون سعدا ويقولون هنيئا لك أَبا إِسحاق، أجيبت دعوتك، وقد روى الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، وله حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث، وقد حدث عنه بنوه، يحيى، وموسى، وعيسى، والسائب بن يزيد، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبو عثمان النهدي.
وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون، وسأله رجل عن كثرة رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له “ما أشك أن يكون قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لم نسمع، وسأخبرك عن ذلك، كنا قوما لنا غناء وبيوتات، وكنا إنما نأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طرفى النهار أوله وآخره، وكان أبو هريرة مسكينا لا أعل له ولا مال، إنما يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأكل معه حيث كان، فوالله ما نشك أن يكون سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لم نسمع “
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *