Share Button
الدكروري يكتب عن حامل راية المهاجرين في الفتح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام حواري رسول الله صلي الله عيه وسلم، وقيل أنه لما دخل المسلمون مكة كان الزبير حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مرَّ بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا، فلما حاذى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟ قال صلى الله عليه وسلم “وما قال؟” فقال كذا كذا، فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف، يا رسول الله.
ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا” ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة، وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد، وقيل بل دفعه إلى الزبير، ونصب الزبير راية الرسول صلى الله عليه وسلم، بالحجون عند مسجد الفتح، وضُرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس بن عبد المطلب، يا أبا عبد الله أها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تركز الراية؟ وكان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينة، لأن كثير من قبائل العرب قد ارتدت، وطمع كثير من الأعراب في المدينة.
فجعل أبو بكر الصديق على أنقاب المدينة حرسا يبيتون حولها منهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وقاتل الزبير مع أبي بكر الصديق في حروب الردة، ثم خرج للقتال بالشام، وكان لما طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده، في ستة ممن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضى وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا.
ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى، ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد أول محرم سنة أربعه وعشرين من الهجرة، بالحجرة النبوية إلى جانب أبي بكر الصديق والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمره خمسا وستين سنة، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *