Share Button

الدكروري يكتب عن دركات وأنواع البخل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي أنه كما أن البخل دركات، فهو كذلك أنواع فليس البخل محصورا على البخل بالمال بل البخل أيضا يكون بالنفس كالجبان عن أرض الوغى، حمى عن الدين ونشر للإسلام، ويكون كذلك بالبخل عن الطاعة، كالذى يبخل بالسلام فعن عبدالله بن مغفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وأبخل الناس من بخل بالسلام” وكذلك من يبخل بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عند ورود ذكره، فعن الإمام علي رضى الله عنه قال، إن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” البخيل من ذُكرت عنده ثم لم يصل علي صلى الله عليه وسلم” رواه الترمذى، فإن البخل داء عضال، بل هو شر الأدواء، خصوصا إذا تمكن من قلب، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم.

 

” شر ما فى رجل شحّ هالع وجبن خالع” رواه أبو داود، ولو لم يكن في البراءة من الشح إلا الفلاح لكان لزاما على المرء أن يسعى إليه جاهدا، فقال تعالى ” ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” وكان عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة “رب قنى شح نفسي، رب قنى شح نفسى” فقيل له أما تدعو بغير هذه الدعوة؟ فقال إذا وقيت شح نفسي فقد أفلحت، وقال ابن القيم رحمه الله والسخي قريب من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله وقريب من الجنة وبعيد من النار والبخيل بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من النار فجود الرجل يحببه إلى أضداده وبخله يبغضه إلى أولاده، وإن هناك فرق بين السخاء والتبذير، فإن حد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة.

 

والبخل عكس ذلك، وقال ابن القيم رحمه الله “وللسخاء حد فمن وقف على حده سمى كريما، وكان للحمد مستوجبا، ومن قصر عنه كان بخيلا وكان للذم مستوجبا” ولقد فطرت النفس على محبة المال، فقال تعالى ” وإنه لحب الخير لشديد” وقال تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة” وقال تعالى ” وتحبون المال حبا جما” ولكن السخي الكريم هو الذى يعصي نفسه ويأطرها على الكرم أطرّا، وقال طلحة بن عبيد الله “إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكننا نتصبر” فإن البخل عدو الصلاح، فقال حبيش بن مبشر “جلست إلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والناس متوافرون، فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا” وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم.

 

“لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا” رواه النسائى،‌ وقال الشعبى “لا أدرى أيهما أبعد غورا في نار جهنم، البخل أو الكذب” فإن البخيل خازن لماله وحارس له حتى يتقاضاه منه الورثة رغما عن أنفه، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ” أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان كذا” رواه البخارى ومسلم، فلنعلم أنه ليس لنا من أموالنا إلا ما أنفقنا في هذه الدنيا، وما سواه فللورثة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم “يقول العبد مالى مالى، وإن له من ماله ثلاثا، ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس” رواه مسلم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *