Share Button
الدكروري يكتب عن شيخ الإسلام الفقية المفتي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الكثير والكثير عن شيخ الإسلام المحدث الفقية ابن كثير، وقيل أنه كان ابن كثير رحمه الله قد حصل الفقه الإسلامي من المذهب الشافعي على شيخه برهان الدين الفزاري وغيره، وأتقن معرفة الأحكام، وصنف فيه، وكان يمارس الفتوي بالحق والعدل، والصدق والأمانة، والإخلاص، حتي تركت فتاويه اصداء كثيرة، وأطلق عليه شيخه الذهبي بأنه الفقيه المفتي، وقال عنه ابن حبيب وأطرب الأسماع بالفتوي، وهذا يدل على تمكن ابن كثير رحمه الله بالفقه ومعرفة الأحكام الشرعية، وإخلاصه فى علمه وعمله، وثقة الناس به، وأخذ الطلاب عنه الفقه والإذن بالفتوي، وتوجيه القضاة والحكام الفتوي له فى القضايا المهمة والخطيرة، وكما كان من أعمال شيخ الإسلام بن كثير هو التأليف والتصنيف.
ويدل ذلك علي أن ابن كثير رحمه الله لم تشغله الأعمال السابقة عن هوايته الأولي فى التأليف والتصنيف، فكان حريصا على ذلك، ومتفرغا فى معظم الوقت للتصنيف، بعد أن ملك ناصيته، وحصل العلوم المختلفة، وتخصص فى الحديث والتفسير والتاريخ والفقه، وبلغ شأوا كبيرا فى النحو والأدب وعلوم العربية، وكان ابن كثير رحمه الله قد توفرت فيه مؤهلات التأليف والتصنيف بدرجة عالية، فأنس به، وبذل فيه الجهد الكبير، وأعطاه ثمين الوقت، وأكب على التدقيق والتمحيص، وقدم للبشرية إنتاجا غزيرا ثري، وكتبا نافعة مفيدة، أصبحت مرجعا لطلاب العلم والمعرفة فى عصره، وقد قال عنه ابن حجر”وسارت تصانيفه فى البلاد، وانتفع بها الناس بعد وفاته”.
وقال الشوكاني “وقد انتفع الناس بمصنفاته، ولا سيما التفسير” وقال الزركلي “تناقل الناس تصانيفه في حياته” ومما يؤكد ذلك أن كتب ابن كثير قد كارت فى الأقطار الإسلامية، هو ما ذكره ابن كثيرر فى حوادث سنة سبعمائة وثلاثة وستون للهجرة، أن شابا أعجميا حضر من بلاد “تبريزوخراسان” ويزعم أنه يحفظ البخاري ومسلما وجامع المسانيد والكشاف للزمخشري، فهذا كتابه جامع المسانيد قد طار إلي أقصي المشرق فى بلاد تبريز وخراسان، وأن الشباب هناك يحفظونه، أو يحفظون شيئا منه، ولقد تبوأ ابن كثير رحمه الله مكان الصدارة اجتماعيا وعلمي، وذلك لعلمه وفضله ومواقفه وآرائه، وعدله واعتداله فى النظر إلى الأمور، والحكم عليه، ولذلك كان يدعي مع علية القوم للأمور الهامة.
والقضايا الخطيرة، ليشارك في المشاورة، ويبدي رايه فى الخلافات الجسيمة، كما كان يشارك في امتحان الطلبة فى التخصصات العالية، لما له من مكانة علمية، واحترام شعبي واجتماعي ورسمي، وكان ابن كثير يحضر مجالس كبار العلماء فى عصره، مما يدل على مكانته العلمية الاجتماعية، فيقول عن حوادث سنة سبعمائة وست وستون من الهجرة، تحت عنوان “عقد مجلس بسبب قاضي القضاة تاج الدين السبكي” ولما كان يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول عقد مجلس حافل بدار السعادة بسبب من رمي به قاضي القضاة تاج الدين الشافعي ابن قاضي القضاة السبكي، وكنت ممن طلب إليه، فحضرته فيمن حضر، واستمر النظر فى القضية، واستمر إلي الشهر التالي، وحضره ابن كثير، وفيه تفاصيل انتهت بالصلح.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *