Share Button
الدكروري يكتب عن صاحب التذكرة بمعرفة رجال العشرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الامام أبو المحاسن الحسيني الدمشقي، هو السيد الشريف الحافظ الناقد ذو التصانيف شمس الدين أبو المحاسن، وله مؤلفات حسنة ما بين مطول ومختصر، منها التذكرة بمعرفة رجال العشرة اختصر فيها تهذيب الكمال لشيخه المزي وحذف منه من ليس في الستة وأضاف إليهم من في الموطأ ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة وقال في أولها ذكرت فيها رجال كتب الأئمة الأربعة المقتدى بهم لأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسانيدهم في مسانيدهم فإن الموطأ لمالك هو مذهبه الذي يدين الله به أتباعه ومقلديه مع أنه لم يرو فيه إلا الصحيح، وكذلك مسند الشافعي موضوع لأدلته على ما صح عنده من مروياته.
وكذلك مسند أبي حنيفة وأما مسند أحمد فإنه أعم من ذلك كله وأشمل، والتقط منها ابن حجر في تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأئمة الأربعة، من لم يخرج له في تهذيب الكمال خاصة، وناقشه بأن اعتماد المالكية على ما يروي به ابن القاسم عن مالك وافق الموطأ أو لم يوافق، وقد جمع ابن حزم فيما خالف فيه المالكية ما ضمنه مالك الموطأ، وأشهر ذلك حديث الرفع عند الركوع والاعتدال، وبأن مسند أبي حنيفة تخريج ابن خسرو إنما يحتوي على بعض أحاديثه وقد جمع قبله الحافظ أبو بكر بن المقري لأبي حنيفة مسندا استوعب فيه أحاديث لكن لم يكثر طرقها وقبله الحافظ أبو محمد الحارثي مسندا واستوعب الطرق في كل حديث مرتبا على مشايخ أبي حنيفة.
وبأن مسند الشافعي إنما هو رواية الأصم لما سمعه من الأم وفي أحاديثه كثرة في مبسوط المزني وكتاب حرملة، ومنها الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال وكتاب الذرية الطاهرة سماه العرف الذكي في النسب الزكي والاكتفاء في الضعفاء والتعليق على ميزان الاعتدال لشيخه الذهبي بين فيه كثيرا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء وترتيب أطراق المزي على الألفاظ ومعجم الشيوخ، وذيل العبر للذهبي، ومنها ذيل طبقات الحفاظ، هذا، وقد جرى فيه على طريقة شيخه الذهبي، من ذكر مشاهير شيوخ المترجم وسرد مؤلفاته وإيراد حديث بطريقه موصول السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن كان له من طريقة رواية وإثبات وفيات كبار أهل العلم.
ومن له شأن في التاريخ من غيرهم ممن ماتوا سنة وفاة المترجم مع إيماء يسير إلى أحوالهم، وتوفي بدمشق في يوم الأحد نهاية شهر شعبان المكرم أو مستهل شهر رمضان المعظم سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق تغمده الله تعالى برحمته وغفرانه وأدخله فسيح جنانه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *