Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل انه قد خصص الإمام السخاوي بابا كاملا في ذكر صفات شيخه ابن حجر الخُلقية وهو الباب السابع من كتابه الجواهر والدرر، ويقول محمد إسحاق كندو” ومن الصفات التي امتاز بها الحافظ ابن حجر التواضع والبعد عن التباهي بما منحه الله من مواهب وطاقات عقلية وعلمية، وكان لا يتأنق في ملبسه، ولا في مأكله ومشربه، ولا في كلامه، وكان ورعا، شديد التحري فيما يأكل أويشرب، أو يلبس، فينتقي الحلال الطيب، ويتجنب الحرام والمشبوه، كما كان في غاية السماحة، والسخاء، والبذل، مع قصده إخفاء ذلك، ولقد زان كل تلك الخلال الفريدة، والخصال المجيدة، ملازمته العبادة وحرصه على عدم تخلية وقته منها. 

 

فلقد كان صواما بالنهار قواما بالليل، مكثرا من الحج إلى بيت الله الحرام، مداوما على الذكر والتسبيح والاستغفار في جميع أحواله، معظما لجناب رسول الله صلي الله عليه وسلم محترما لسنته ومتبعا لهديه، مدافعا عن أحاديثه، منكرا للبدع، شديد الوطأة على المتجرئين على حدود الله تعالى، وقد ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة سبعمائة وثلاثة وسبعون من الهجرة، في مصر القديمة وهي الفسطاط في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد، واختلف المؤرخون في يوم مولده، فذهب السخاوي إلى أنه ولد في الثاني والعشرين من شعبان، وتابعه ابن تغري بردي في المنهل الصافي، وذكر السيوطي أنه ولد في الثاني عشر من شهر شعبان. 

 

وتابعه ابن العماد الحنبلي، وكذلك الشوكاني، وذكر ابن فهد المكي أنه ولد في الثالث عشر من شهر شعبان، نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه قطب الدين محمد بن محمد بن علي، سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم، وعم أبيه هو عثمان بن محمد بن علي، كان أكبر فقهاء الإسكندرية في مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة الإفتاء، وأبوه هو نور الدين علي، وكان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم وكان لابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها ست الرَكب، وكانت قارئة وكاتبة، قال عنها ابن حجر “لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها” ويذكر ابن حجر أن له أخا من أبيه.

 

 

قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة، وقد تعلق الإمام إبن حجر بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي أنه انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدها السخاوي مائتان وسبعون مصنفا، وذكر السيوطي أنها مائتان مصنف.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *