Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

يؤدي كثير من المسلمين في أنحاء العالم في شهر رمضان المبارك صلاة التروايح، فهي نافلة يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء، وحتى صلاة الفجر، وتؤدى مثنى مثنى، أى أنها تصلى ركعتين ركعتين ثم ركعة واحدة وهي الوتر يدعو فيها المسلم ما يريده ويتمناه في دنياه وآخرته، ومن الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُصلها جماعة إلا ثلاث ليال، حتى لا يعتقد المسلمون أنها فرض وواجب عليهم طيلة حياتهم، وسن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاتها جماعة حتى لا تتعدد الآراء وتسود الفتن والنزاعات حول مشروعية صلاتها في المسجد، ولقد تجلت حكمة الله سبحانه وتعالى من تشريع صيام شهر رمضان، وفرضه على كل مسلم في العديد من الأمور، وهو تحقيق تقوى الله في النفوس.
حيث قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” فالصيام عبادة تقوى الوازع الإيمانى وتعززه لدى المسلم، فتمنعه من الوقوع في المحرمات، أو التمادى فيها، وتشكل له حاجز وقاية يحميه من تتبع الآثام والشرور، فالتقوى التي يحققها الصيام تحمل النفس على الالتزام بما أمر به الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه، فتحميها من ارتكاب ما يؤدى بها إلى الهلاك والخسران، وتجنبها التعرض لسخط الله، وعذابه في الآخرة، كما أن تكرار الصيام عاما تلو آخر يجدد الإيمان، ويجعله أكثر رسوخا وثباتا، كما يعظم الصيام مراقبة الله لدى النفس الإنسانية، فالصائم يمتنع عن طعامه وشرابه وما يشتهيه، لنيل رضا ربه عز وجل، وكما يتجلى الإخلاص في تلك العبادة في كونها سرا بين العبد وربه.
فلا يعلم أحد بصيام العبد سوى ربه المطلع على عباده ولذلك اختص الله سبحانه تلك العبادة بالأجر العظيم المضاعف لخلوها من الرياء والسمعة، وكذلك من فضائل هذا الشهر الكريم هو تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، إذ إن وحدة العقيدة، والإخلاص لله سبحانه في عباداته، من أهم ما يظهر وحدة الأمة، كما أن توحيد الله سبحانه وتعالى هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية جميعها، فقال تعالى فى كتابه الكريم ” وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فأعبدون” وأيضا من الحكمة العظيمه لهذا الشهر هو تعويد النفس على البذل والعطاء فالصائم يستشعر حاجات الفقراء والمساكين، فيبذل ويحسن إليهم، وبذلك يصبح المجتمع المسلم مجتمعا متكاملا متراحما، تسوده معاني الألفة والمودة.
ومن حكمة هذا الشهر الكريم أيضا هو استشعار نعمة الهداية إلى دين الإسلام التي منّ الله بها على عباده، حيث قال الله تعالى ” ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ” فعبادة الصيام تجعل المسلم يستشعر نعمة هداية الله تعالى له وذلك حينما يمتنع عن المحرمات، ويلتزم بما أمر به الله سبحانه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا” رواه البخارى ومسلم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *