Share Button
الدكروري يكتب عن عزل سعيد عن الكوفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية عن الصحابي الجليل سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه لم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفان للقرابة، فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة، دعا سعيد بن العاص واستعمله عليها، فلما قدم الكوفة قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال لا أصعد المنبر حتى يطهر، فأمر به فغسل، ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلم بكلام قَصر بهم فيه ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش، فشكوه إلى عثمان فقال كلما رأى أحدكم من أميره جفوة أرادنا أن نعزله، وقدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات وكسى، وبعث إلى علي بن أبي طالب أيضا.
فقبل ما بعث إليه وقال علي رضى الله عنه، إن بني أمية ليفوقوني تراث محمد صلى الله عليه وسلم، تفوقا، والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصاب التراب الوذمةَ، ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا وعمل عليها خمس سنين إلا أشهرا، وقال مرة بالكوفة من رأى الهلال منكم؟ وذلك في فطر رمضان، فقال القوم ما رأيناه، فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، أنا رأيته، فقال له سعيد بن العاص بعينك هذه العوراء رأيته من بين القوم؟ فقال هاشم تعيرني بعيني وإنما فقئت في سبيل الله، وكانت عينه أصيبت يوم اليرموك ثم أصبح هاشم في داره مفطرا وغدى الناس عنده، فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه وحرق داره، فخرجت أم الحكم بنت عتبة ابن أبي وقّاص.
وكانت من المهاجرات، ونافع بن أبي وقّاص من الكوفة، حتى قدما المدينة فذكَرا لسعد بن أبي وقّاص ما صنع سعيد بهاشم، فأتى سعد عثمان فذكر ذلك له فقال عثمان بن عفان، سعيد لكم بهاشم اضربوه بضربه، ودار سعيد لكم بدار هاشم فأحرقوها كما حرق داره، فخرج عمر بن سعد بن أبي وقّاص وهو يومئذ غلام يسعى حتى أشعل النار في دار سعيد بالمدينة، فبلغ الخبر السيدة عائشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقّاص تطلب إليه وتسأله أن يكف، ففعل ورحل من الكوفة إلى عثمان بن عفان، الأشتر مالك بن الحارث، ويزيد بن مكفف، وثابت بن قيس، وكميل بن زِياد النخعي، وزيد وصعصعة ابنا صوحان العبديان، والحارث بن عبد الله الأعور، وجندب بن زهير، وأبو زينب الأزديان، وأصغر بن قيس الحارثي.
يسألونه عزل سعيد بن العاص عنهم، ورحل سعيد وافدا على عثمان بن عفان، فوافقهم عنده، فأبى عثمان أن يعزله عنهم وأمره أن يرجع إلى عمله، فخرج الأشتر من ليلته في نفر من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة فاستولى عليها وصعد المنبر فقال هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش، والسواد مساقط رءوسكم ومراكز رماحكم وفيؤكم وفيء آبائكم، فمن كان يرى لله عليه حقا فلينهض إلى الجرعة، فخرج الناس فعسكروا بالجرعة، وهي بين الكوفة والحيرة، وأقبل سعيد بن العاص حتى نزل العذيب، فدعا الأشتر يزيد بن قيس الأرحبي وعبد الله بن كنانة العبدي، وكانا محربين فعقد لكل واحد منهما على خمسمائة فارس، وقال لهما سيرا إلى سعيد بن العاص.
فأزعجاه وألحقاه بصاحبه، فإن أبَى فاضربا عنقه وأتياني برأسه، فأتياه فقالا له ارحل إلى صاحبك، فقال إبلي أنضاء أعلفها أياما ونقدم المصر فنشتري حوائجنا ونتزود ثم أرتحل، فقالا، لا والله ولا ساعة، لترحلن أو لنضربن عنقك، فلما رأى الجد منهما ارتحل لاحقا بعثمان، وأتيا الأشتر فأخبراه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *