Share Button
عندما جاءت السيدة مريم عليها السلام إلى قومها تحمل ولدها عيسى، فلما رأوها أعظموا أمرها جدا واستنكروه فلم تجبهم وأشارت لهم اسألوا هذا المولود يخبركم، فقال الله تعالى فى سورة مريم ” فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، فأجابهم عيسى عليه السلام على الفور وهو طفل في المهد ” قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” ولقد كان من خبر نبى الله عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله عليه السلام.
هو أنه لما انحرف بنو إسرائيل عن الصراط المستقيم، وتجاوزوا حدود الله تعالى، فظلمو ا, وأفسدوا في الأرض وأنكر فريق منهم البعث والحساب والعقاب، وانغمسوا في الشهوات والملذات غير متوقعين حسابا، حينئذ بعث الله إليهم رسوله عيسى ابن مريم رسولا وعلمه التوراة والإنجيل كما قال الله سبحانه وتعالى عنه فى سورة آل عمران ” ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ” وقد أنزل الله تعالى على نبيه عيسى ابن مريم الإنجيل هدى ونورا، ومصدقا لما في التوراة فقال سبحانه وتعالى فى سورة المائدة ” وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ” ونبى الله عيسى عليه السلام قد بشر بمجيء رسول من الله يأتي من بعده اسمه أحمد.
وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الصف ” وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” وقام عيسى عليه السلام بدعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده والعمل بأحكام التوراة والإنجيل، وأخذ يجادلهم ويبين فساد مسلكهم، فلما رأى عنادهم وظهرت بوادر الكفر فيهم، وقف في قومه قائلا من أنصاري إلى الله ؟ فآمن به الحواريون وعددهم اثنا عشر، وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة آل عمران ” فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين”
وقد أيد الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام بمعجزات عظيمة تذكر بقدرة الله، وتربي الروح وتبعث الإيمان بالله واليوم الآخر، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وكان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ويخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فقام اليهود الذين أرسل الله إليهم عيسى بمعاداته وصرف الناس عنه وتكذيبه وقذف أمه بالفاحشة فلما رأوا أن الضعفاء والفقراء يؤمنون به، ويلتفون حوله حينئذ دبروا له مكيدة ليقتلوه، فحرضوا الرومان عليه، وأوهموا الحاكم الروماني أن في دعوة عيسى زوالا لملكه، فأصدر أمره بالقبض على عيسى وصلبه، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه السلام على الرجل المنافق الذي وشى به فقبض عليه الجنود يظنونه هو نبى الله عيسى عليه السلام فصلبوه، ونجى الله رسوله عيسى عليه السلام من الصلب والقتل.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏، و‏منظر داخلي‏‏‏ و‏تحتوي على النص '‏‎REDMI NOT 9 PRO AI QUAD CAMERA‎‏'‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *