Share Button
الدكروري يكتب عن محنة الفاطميين العظيمة على المسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام النابلسي، وقيل أنه قد أسس عبيد الله المهدي دولة الخلافة الفاطمية، واتخذ مدينة المهدية التي نسبها إليه عاصمة له وتقع هذه المدينة على ساحل تونس، على مسافة ستة عشر ميلا من الجنوب الشرقي لمدينة القيروان الحالية، ثم سار أبناء عبيد الله المهدي على نهج سياسته التوسعية حتى استطاع أبو تميم معد بن إسماعيل الملقب بالمعز لدين الله فتح مصر، فدخلها في يوم الجمعة الثامن من شهر رمضان عام ثلاثمائة واثنين وستين للهجرة، وكان قد مهد له قائده جوهر الصقلي الأمور وأقام له الدعوة وبنى له القاهرة فنزلها وكان حكام الدولة الفاطمية يدعون إلى المذهب الشيعي، بينما كان أهل مصر وفلسطين وسوريا يعتنقون المذهب السني.
وكانت محنة الفاطميين عظيمة على المسلمين، كما يقول الإمام الذهبي ولما استولوا على الشام وهي فلسطين حاليا هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، وكان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر، وكان ممن هرب من العلماء من وجه الفاطميين الإمام النابلسي، الذي هرب من الرملة إلى دمشق، ولما ظهر المعز لدين الله بالشام واستولى عليها، أظهر الدعوة إلى نفسه، وأظهر المذهب الرديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد، وكان الإمام النابلسي قصته عظيمة في زمن حكم الطغاة العبيدين الباطنية لمصر فقد حكموا بالقهر والسيف والظلم وغيروا بالإكراه عقيدة المسلمين اهل السنة.
فهرب منهم العلماء والصالحون وقبضوا على الكثير فاكرهوهم على قول الباطل ولكن عالمنا الرباني كان له موقف اخر سجلته الملائكة وسجله التاريخ فقد كان من سكان الرملة بفلسطين ولما ظهرت الدولة الفاطمية ببدعتهم الشيعية الكفرية ولعن امهات المؤمنين والصحابة علانية في كل صلاة وعلى المنابر وابطلوا صلاة التراويح والضحى وفرضوا بدعتهم المنكرة دعي أبوبكر النابلسي لجهادهم وذهب لدمشق واعلن وجوب الجهاد وقال فتواه المشهورة في فرضية جهادهم فقبض عليه حاكم دمشق وارسله في قفص خشب مسلسل مقيد الى مصر وهنا نتوقف الرجل امامه فرصة طوال طريق، استمر مسيرة شهر ان يكتم ايمانه وان يقدم مراجعات فكرية لفتواه بالجهاد ثم يعلن انه كان مكرها الفاطميون كفرة.
يقتلون الناس بالشبهة ولا يرحمون اهل السنة ولكن كيف للعالم الرباني الذي يعلم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” والسلطان هنا مفسدته متعدية لعقيدة المسلمين فلم يتردد رغم طول الحبس والمشقة في السفر حتى وصل الى قصر الحاكم العبيدي، وإن علماء الأمة هم صمام الأمان، وخصوصا الناطقين بالحق في الظروف الصعبة، فقال صلى الله عليه وسلم “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين” وقد امتدت الدولة العبيدية نحو مائتين وسبعين سنة، ثم انهارت، وبقيت الأمة وبقي دينها مصداقا لقوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” وقوله صلى الله عليه وسلم “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *