Share Button

الدكروري يكتب عن معجزة خلق عيسي بن مريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن نبى الله عيسى عليه السلام قد خلقه الله عز وجل من غير أب، كما ذكر الله تعالى ذلك حين سألت مريم المبشر، عن كيفية وجوده فكان جوابه سبحانه وتعالى كما قال تعالى فى سورة مريم ” قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ” وإن هذا يوجب اعتقاد كمال قدرة الله تعالى، فإنه عز وجل يفعل ما يشاء كيف شاء، له الأمر كله، لا كالمخلوقات التي تتقيد بقانون الأسباب والمسببات، ولا يُسأل تعالى عما يفعل، ونحن نسأل عما نفعل، فهى أراده الله أن يكون رحمة وهداية للناس إلى الطريق المستقيم، وإخراجهم مما كانوا فيه من الزيغ والضلال، وقد مثل الله خلق نبى الله عيسى عليه السلام بخلق آدم عليهما السلام، فقال جل وعز فى كتابه العزيز فى سورة آل عمران.

” إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ” فبدلا من اتباع النصارى لعيسى عليه السلام، وتصديق ما جاء به، والاستجابة لدعوته، وإفراد الله سبحانه بالعبادة غالوا فيه حتى ضلوا وأضلوا، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو في شخصه، كما غالت النصارى في عيسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ” رواه البخارى، وأن الله عز وجل قد حكم بكفر الفرق الثلاثة الكبرى التي اختلفت وضلت في حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وهم من قال بالثالوث، وأن الله ثالث ثلاثة، ومن قال بأن الله هو عيسى ابن مريم، ومن قال بأن المسيح ابن الله.

فقال تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا، فقال الله تعالى فى سورة التوبة ” وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضائهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون ” وقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة المائدة ” لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار وما للظالمين من أنصار، لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ” ثم بيّن الله تعالى لنا مؤكدا حقيقة المسيح عيسى عليه السلام، فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة المائدة.

” ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون، قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم، قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ” وسيقف عيسى عليه السلام يوم القيامة أمام رب العالمين، فيسأله على رؤوس الأشهاد، ماذا قال لبني إسرائيل، ليقيم الحجة على من غال فيه، كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى سورة المائدة ” وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم “

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *