Share Button

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن الصحابة الكرام، ومنهم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، ولقد حظي ابن مسعود بمنزلة عالية عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي أولاه ثقته، فقال يوما ” لو كنت مؤمّرا أحدا عن غير مشورة، لأمرت عليهم ابن أم عبد ” كما أنه عاتب النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه يوما حين أمر ابن مسعود بصعود شجرة يأتيه منها بشيء، فضحكوا من نحافة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، “ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد ” وكما شهد بعض الصحابة على منزلة ابن مسعود من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى حذيفة بن اليمان قول النبي صلى الله عليه وسلم ” اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد “
وكما قيل أن عمرو بن العاص في مرض موته، وقد أصابه الهمّ فقال ” قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُدنيك ويُستعملك ” فقال ” والله ما أدري ما كان ذاك منه، أحُب أو كان يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنه مات وهو يحبهما ابن أم عبد وابن سمية ” ويقصد عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وكما روى أبو الدرداء الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب خطبة خفيفة، فلما فرغ من خطبته أمر أبا بكر، فقام فخطب، فقصّر دون النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أمر عمر، فقام فخطب، فقصّر دون أبي بكر، ثم نادى آخر فقام فخطب، فشقق القول، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” اسكت أو اجلس، فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر ” ثم قال صلى الله عليه وسلم “يا ابن أم عبد، قم فاخطب “
فقام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال ” أيها الناس، إن الله عز وجل، ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا، وأومأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رضينا ما رضي الله لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله، والسلام عليكم ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أصاب ابن أم عبد وصدق، رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد ” وقد لازم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الكثير من الأحاديث، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم، بينه وبين سعد بن معاذ رضي الله عنهم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وتجدر الإشارة إلى أن عبد الله بن مسعود كان شديد وغزير العلم، وقال عن نفسه.
” والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لأتيته” وأضاف قائلا والله لقد أخذت من فِي أى من كلام، رسول الله صلى الله عليه وسلم، بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم ” فكان من فقهاء الأمة وعلمائهم، ووردت العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، التي تبيّن مكانته ومنزلته وفضله.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *