Share Button
لقد مر ثلاث سنوات والرسول صلي الله عليه وسلم في حصار ومقاطعة مع بني هاشم ولا يجدون أي شيء ليأكلوة وكادوا أن يموتوا من الجوع في هذا الحصار، ولكن الله عز وجل أراد أن يفك هذا الحصار، علي يد رجل من الكفار ولكن كان شديد الشهامة والمروءة وهو هشام بن عمرو، ولأنه كان وحيدا، وقبيلته لم تكن بالحجم الذي يخول لها أن تمده وتناصره، فقد عمد هشام بن عمرو إلى أن يجد لنفسه معينا ولو من خارج قبيلته ليساعده على نقض الصحيفة وإلغاء العهد الذي كان قد قطعه زعماء قريش على أنفسهم بقطيعة بني هاشم وبني عبد المطلب، وفي نهاية الأمر فقد اهتدى هشام بن عمرو إلى أن يستعين بقبيلة بني مخزوم وذلك لأنها كانت من أكبر القبائل القرشية، كما أنها كانت قد اعتادت أن تعارض قبيلة بني هاشم.
وأن تنافسها، فقد رأى أنه إذا قبلت هذه القبيلة بفك الحصار على بني هاشم فإن بقية القبائل بلا شك سترضى بفك هذا الحصار أيضا، وإذا كان هشام بن عمرو قد وجد ضالته في قبيلة بني مخزوم، فإنه لم يجدها بعد فيمن يذهب إليه من بني مخزوم، فمَن من بني مخزوم يقوى على أن يقف مع بني هاشم ضد بني مخزوم، ويعارض بذلك أبا جهل نفسه زعيم القبيلة، الذي كان من أشد المتحمسين لأمر القطيعة؟ الأمر وإن كانت غاية في الصعوبة، فقد وجد هشام بن عمرو ضالته في زهير بن أبي أمية المخزومي، وذلك لأن أمه وهى أم زهير من بني هاشم، وهي عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم، بل إن أم زهير هي أخت أبي طالب نفسه، أي أنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يكون هشام بن عمرو قد لعب على وترين حساسين.
هما الدوافع الفطرية من جهة، والدوافع العصبية وروابط الدم من جهة أخرى، مما يكون له كبير الأثر في نفس زهير بن أبي أمية المخزومي، وقد ذهب هشام بن عمرو إلى زهير بن أبي أمية المخزومي، وفي محاولة مخلصة لكسب مشاعره واستمالة عواطفه، واستثارة لنزعة الكرامة عنده قال له يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وأخوالك حيث تعلم؟ ثم بعد ذلك يضرب على وتر الحمية والتحدي لأبي جهل فيقول “أما إني فأحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ويعني أبا جهل، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم، ما أجابك إليه أبدا” وهنا قال زهير “ويحك ما أصنع وأنا رجل واحد، أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها” وعلى الفور كان أن فاجأه هشام بن عمرو بأن قال له “قد وجدت رجلا”
فقال زهير “فمن هو؟” قال “أنا” ولأن الموقف جد عسير، فقد رد زهير بقوله “أبغنا رجلا ثالثًا” فلم ييئس هشام بن عمرو، وقد ترك زهيرا وذهب إلى رجل آخر، فقد ذهب إلى رجل صاحب أخلاق وإن كان كافرا، ذهب إلى المطعم بن عدي من بني نوفل، وقد ذكره بأرحام بني المطلب وبني هاشم، ولامه على موافقته للظلم الذي وقع عليهم، وهنا قال له المطعم “ويحك، ماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد” قال هشام قد وجدت ثانيا، قال من هو؟ قال أنا” فقال المطعم أبغنا ثالثا، وهنا فاجأه أيضا هشام وقال قد فعلت، قال ومن هو؟ قال زهير بن أبي أمية، ولأن المهمة ولا شك صعبة، قال المطعم أبغنا رابعا، ولكن لم يدخل اليأس قلب هشام بن عمرو، ومن فوره ذهب يبحث عن رابع حتى وجده في شخص أبي البختري بن هشام.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *