Share Button

الدكروري يكتب عن أبو الفضل العسقلاني بحمص وحلب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أنه في أثناء توجهه إلى حلب، كتب بحمص عن محمد بن محمد بن القواس المخزومي، كما كتب بحماة عن شاعرها التقي بن حجة الحنفي أشياء من نظمه، وعن الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم الشيباني جزءا فيه عشرة أحاديث من عشرة الحداد وغيرها، وكذا عن الشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي بن الأشقر حديثا من البخاري، وكان دخولهم إلى حلب في الخامس من رمضان سنة ثماني مائة وست وثلاثين من الهجرة، وأقاموا بها خمسة عشر يوما، حل فيها ابن حجر ضيفا على العلاء بن خطيب الناصرية قاضي الشافعية بحلب آنذاك، وأخذ عنه أشياء من نظمه، وسمع بها على برهان الدين سبط بن العجمي. 

 

الحديث المسلسل بالأولية، ومشيخة الفخر بن البخاري، تخريج ابن الظاهري وقد أحضرت له خصيصيا من دمشق لعدم توفرها بحلب يومئذ، وسمع بعض عشرة الحداد، على القاضي أبي جعفر بن الضياء والشهاب أحمد بن إبراهيم بن العديم، وفي أثناء إقامته بحلب كان يذهب إلى ما جاورها من القرى والبلدان، للأخذ عمن بها من المحدثين والمسندين والأدباء فسمع بظاهر البيرة من كمال الدين محمد بن البارزي، ورجع مع البدر العيني إلى بلده عينتاب وصليا عيد الفطر بها، وسمع عليه بظاهرها ثلاثة أحاديث، وسمع بمدينتي الباب وبزاعة من الشهاب أحمد بن أبي بكر بن الرسام الحموي شيئا من أربعين القاضي المرداوي، وسمع على آخرين في بلدان أخرى، ثم عاد إلى حلب، فأقام بها حتى رجعت العسكر المصري. 

 

في يوم السبت سابع ذي الحجة فرجع معهم ووصلوا القاهرة في يوم الأحد العشرين من المحرم سنة ثماني مائة وسبعة وثلاثون من الهجرة، وقد حصل في رحلته هذه فوائد ونوادر علقها في تذكرته المسماة جلب حلب، المحتوية على أبعة أجزاء حديثية، بالإضافة إلى مايزيد على المجلدين مما أنتقاه أو لخصه هناك كما حدث هناك وعقد مجالس الإملاء بدمشق وحلب، وخطب بالسلطان في وداع السنة بجامع بني أمية، وصلى بالناس صلاة الكسوف بالجامع الكبير بحلب فما سلم إلا وقد انجلت الشمس وغربت، كما نبه أثناء مقامه هناك على فساد مابثه الشمس الفرياني من الأسانيد المختلفة المركبة، فرجع الكثيرون عن الرواية عنه، وكان للحافظ إبن حجر العسقلاني العديد من الشيوخ في القراءات والفقه وأصوله ورواية الحديث النبوي. 

 

فمن شيوخه في القراءات والتجويد هم إبراهيم بن أحمد التنوخي، الذي لازمه ابن حجر ثلاث سنوات، وقرأ عليه الكثير من الكتب والمسموعات، وأجازه التنوخي بالإقراء سنة سبعمائة وست وتسعون من الهجرة، وصدر الدين بن عبد الرزاق السفطي المقرئ وقد أكمل عنده حفظ القرآن، والشهاب ابن الفقيه علي الخيوطي، وقد رافقه في سماع الحديث وقرأ عليه القرآن تجويدا، وكان من شيوخه في الفقه وأصوله، هو سراج الدين البلقيني وقد لازمه ابن حجر مدة، وقرأ عليه عدة أجزاء حديثية، وحضر دروسه الفقهية، وقرأ عليه كتاب الروضة، ودلائل النبوة، والمسلسل بالأولية،ابن الملقن وقرأ عليه جزءا كبيرا من شرحه على المنهاج، وأجاز ابن حجر، وقرأ عليه السادس والسابع من أمالي المخلص، والمسلسل بالأولية، والجزء الخامس من مشيخة النجيب.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *