Share Button

الدكروري يكتب عن أبو القاسم بن خلف الرعيني

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن الإمام الشاطبي هو أبو محمد القاسم بن فيره بن أحمد الشاطبي الرعيني، وقد أفاض العديد من العلماء في الحديث عنه فنجد ابن خلكان يتحدث عنه في وفيات الأعيان فيذكر عنه هو صاحب القصيدة التي سماها حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، ولقد أبدع فيها كل الإبداع، وهي عمدة قراء هذا الزمان في نقلهم، فقل من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها، وهي مشتملة على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة، وما أظنة سبق إلى أسلوبها، وقد روي عنه أنه كان يقول لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله عز وجل بها لأني نظمتها لله تعالى مخلصا في ذلك، ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت.

 

مَن حفظها أحاط علما بكتاب التمهيد لابن عبد البر، وقال الذهبي عنه هو الشيخ الإمام، العالم العامل، القدوة، سيد القراء، أبو محمد، وأبو القاسم القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، الضرير، ناظم الشاطبية والرائية، وقد رحل الشاطبي إلى بلنسية بالقرب من بلده، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على الإمام ابن هذيل وسمع منه الحديث وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة، صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر، صاحب أبي محمد البطليوسي وعن أبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي وعن أبي العباس بن طرازميل وعن أبي الحسن عليم بن هاني العمري، وأبي عبد الله محمد بن حميد.

 

أخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرها وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم، وأبي الحسن ابن النعمة صاحب كتاب ريّ الظمآن في تفسير القرآن، وعن أبي القاسم حبيش صاحب عبد الحق بن عطية، صاحب التفسير المشهور، ورواه عنه، وقيل عن الشاطبي كان إماما كبيرا، أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، آية من آيات الله، غاية في القراءات، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية، إماما في اللغة، رأسا في الأدب، مع الزهد والولاية، والعبادة، والانقطاع والكشف، شافعي المذهب، مواظبا على السنة قال ابن خلكان عنه كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه، بلغنا أنه وُلد أعمى، ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائبا وعظموه تعظيما بالغا. 

 

حتى أنشده الإمام الحافظ أبو شامة الدمشقي من نظمه في ذلك، وذكر بعضهم أن الشاطبي كان يُصلي الصبح بالفاضلية، ثم يجلس للإقراء، فكان الناس يتسابقون إليه، وكان إذا قعد لا يزيد على قوله من جاء أولا فليقرأ ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق وكان لا يتكلم إلا بما تدعو الضرورة إليه، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، في هيئة حسنة وخضوع واستكانة، ويمنع جلساءه من الخوض إلا في العلم والقرآن وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي، ولا يتأوه وإذا سُئل عن حاله قال العافية لا يزيد على ذلك.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *