Share Button

الدكروري يكتب عن الأمراء والأعيان في تشييع جثمان ابن حجر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أنه عندما مات الحافظ ابن حجر تزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، وكان ممن حمله السلطان جقمق، ومشى إِلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قط، وانتهوا إلى تربة بني الخروبي المقابلة لجامع الديملي، فدفن بين مقام الشافعي، ومقام الشيخ مسلم السلمي، وصُلي عليه صلاة الغائب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في مكة، وبيت المقدس، وحلب، والخليل، وغيرها من بلاد المسلمين، وترك الإمام الحافظ ابن حجر عدة وصايا، اعتمدوا الأخيرة منها، وقد نقل السخاوي نصها عن سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته.

 

حيث قال ما نصه ” إبن حجر العسقلاني وقد أوصيت لكل من طلبة الحديث النبوي المتحقِقين بطلبه والاشتغال به أكثر من الاشتغال بغيره من سائر العلوم الدينية ممن شهد لهم بذلك جماعة أهل العلم بالحديث، وهم القاضي نور الدين ابن سالم، وبرهان الدين البقاعي، وتقي الدين القلقشندي، ونجم الدين عمر بن فهد المكي، وقطب الدين الخيضري، وشمس الدين بن قمر إمام المدرسة الركنية بيبرس، ومحمد بن عبد الرحمن السخاوي، وفخر الدين عثمان الديمي، وزين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي، بمائتي دينار، تقسم بينهم بالسوية، ولكل من كان يواظب مجلس الإملاء بالسوية بينهم مائة دينار، ولكل من كان يتعاهد ذلك أحيانا وأحيانا منهم مائة دينار بينهم بالسوية، يقدم الأحوج فالأحوج. 

 

وهكذا هي النهاية دائما وهو الموت الذي ينتظر كل كائن حي فبعد أن طال مرضه الحافظ ابن حجر رحمه الله شهرا، إلى أن كانت ليلة السبت الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة ثماني مائة واثنين وخمسون للهجرة، وبعد صلاة العشاء بساعة جلس حوله بعض أصحابه يقرءون سورة يس مرة، ثم أعيدت إلى قوله تعالى ” سلام قول من رب رحيم” حتى فارقت الروح إلى بارئها، فرحمة الله تعالي علي الفقيه العلامة الحافظ ابن حجر، وهكذا فإن أهل السنة والجماعة هم الذين يسلكون منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان في القول والاعتقاد والعمل، وليس لهم اسم ولا رسم إلا أهل السنة والجماعة، ومن أصولهم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وإثبات ما أثبته الله لنفسه. 

 

أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله، وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص، ولا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعل الخوارج، ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى فى سورة الحشر ” والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم”

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *