Share Button

الدكروري يكتب عن حكاية الشعرواي وكوبري عباس

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقيل أنه كان لفضيلة الشيخ الشعراوي المواقف الهامة في حياته فيروي فضيلة الشيخ الشعراوي في مذكراته أن وقائع متفرقة الرابط بينها أبيات من الشعر طلبت منه وقالها في مناسبات متنوعة، وخرج من كل مناسبة كما هي عادته بدرس مستفاد ومنها مواقف وطنية، فيقول الشيخ الشعراوي وأتذكر حكاية كوبري عباس، الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر، فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت، فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية. 

 

على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم، ولا يهم أن تقام بالقاهرة ولكن لأن الحكومة كان واضحا إصرارها على الرفض لأي حفل تأبين فكان لابد من التحايل على الموقف وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي الذي ادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ وفي المساء أقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقا عزاء، ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة بعد ذلك فطنت لحقيقة الأمر، بعد أن أفلت زمام الموقف وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها فتركت الحكومة اللعبة تمر على ضيق منها ولكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق وفي كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت شباب مات لتحيا أمته. 

 

وقبر لتنشر رايته، وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته، ونهر الاستقلال، ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين، وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم، لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة والتي قلت في مطلعها نداء يابني وطني نداء، دم الشهداء يذكره الشباب، وهل نسلوا الضحايا والضحايا بهم قد عز في مصر المصاب، شباب بر لم يفرق وأدى رسالته، وها هي ذي تجاب، فلم يجبن ولم يبخل وأرغى، وأزبد لا تزعزعه الحراب، وقدم روحه للحق مهرا ومن دمه المراق بدا الخضاب، وآثر أن يموت شهيد مصر، لتحيا مصر مركزها مهاب، ومن المواقف أيضا أنه قدم الشيخ الشعراوي استقالته بسبب شتم السادات للشيخ المحلاوي فبعث الشيخ ببرقية للرئيس وقال “إن الأزهر الشريف لا يخرج كلابا بل يخرج شيوخا أفاضل وعلماء أجلاء”

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *