Share Button

الدكروري يكتب عن شيوخ النحوي ابن خالوية

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر الكثير عن الإمام ابن خالوية وهو أبو عبد الله النحوي اللغوي، وقيل أنه أخذ العلم عن أبي عمر الزاهد وهو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم اللغوي، والذي كان من أكابر أهل اللغة، وأحفظهم لها، وقد أخذ عن أبي العباس ثعلب، وكان يُعرف بغلام ثعلب، وسعى ابن خالويه إلى أبي سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي، والذي كان من ألمع نجوم عصره، فجلس في حلقته، وتأثر به تأثرا كبيرا ظهر في منهجه اللغوي والنحوي، وقد اعتبر الأستاذ أحمد أمين أن السيرافي كان زعيم المحافظين في عصره، إذ كان يرى أن اللغة مرجعها الرواية والنقل لا القياس والعقل، وكما كان لابن خالويه مع أبي الطيب المتنبي مجالس ومناظرات ومباحث عند سيف الدولة من ذلك. 

 

أن المتنبي حضر مجلس أبي علي الحسن بن نصر البازيار وزير سيف الدولة، وهناك ابن خالويه، فتماريا في أشجع السلمي وأبي نواس، فقال ابن خالويه أشجع أشعر، ويرجح المؤرخون أن ابن خالويه وُلد، ونشأ في إحدى قرى مدينة همذان الواقعة في بلاد فارس، وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة حول تاريخ مولده، إلا أنه من المرجح أنه وُلد في عام مائتان وخمس وثمانين هجرية، أو مائتان وتسعين هجرية، وتنقَل ابن خالويه خلال حياته بين عدد من البلدان، والمدن فمن همذان انتقل إلى مدينة بغداد، ومنها إلى الموصل، وميافارقين، ثم إلى مدينة حمص، حيث صنف فيها الكتب، ودرس طلاب العلم، ثم زار ابن خالويه مدينة دمشق، وبيت المقدس، واليمن، كما انتقل إلى حلب في عهد سيف الدولة الحمداني. 

 

وفيها استقر، وتولى شؤون تأديب أولاده، وتعليمهم، وقد كان ابن خالويه منذ نعومة أظافره حريصا على طلب العلم، ومُحبا لمجالس العلماء، والأدباء، وحلقات الشيوخ، حيث بدأ بحفظ القرآن، ودراسة اللغة، والنحو على يد كبار شيوخ العصر آنذاك، وقد اختلف الناس في مذهبه، فمنهم من قال سني يتبع المذهب الشافعي، ومنهم من قال شيعي، وفي مذهب النحو فكان وسطي بين مدرسة الكوفة والبصرة، وقد عاصر المتنبي وكان على خلاف دائم معه لاختلاف مدارسهم، وكان المتنبي يلقي قصيدته في رثاء والدة سيف الدولة يقول فيها نعد المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال، فإن كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال، سلام الله خالقنا حنوط على الوجه المكفن بالجمال.

 

فاستوقفه ابن خالويه معترضا كعادته وقال له أخطأت يا بن السقاء يقصد أبا الطيب ثم قال ما للجمال وما نحن فيه والموقف موقف رثاء وحزن؟ فقال المتنبي فما تقول أنت؟ وقال ابن خالوية أقول سلام الله خالقنا حنوط على الوجه المكفن بالجلال، فسكت المتنبي معترفا بالحق لابن خالويه ففرح ابن خالويه بهذا النصر على أمير الشعراء، وأكمل أبو الطيب قصيدته فقال مادحا سيف الدولة كأنك مستقيم في اعتدال، فاستوقفه ابن خالويه مرة ثانية وقال له لو قلت كأنك مستقيم في اعوجاج، لكان أبلغ ولم يفطن ابن خالويه أن القافية هي حرف اللام وليس الجيم، فقال أبو الطيب المتنبي إنما قلت اعتدال لكي تستقيم القافية في البيت التالي، فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال.

 

ولو قلت اعوجاج كما تريد أنت لقلت فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن البيض بعض دم الدجاج؟ وهنا ضحك الحاضرون وسخروا من ابن خالويه ومعهم سيف الدولة حتى استلقى على قفاه من كثرة الضحك.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *