Share Button

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الروضة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام النووين، وهو شيخ الإسلام والمسلمين، وعمدة الفقهاء والمُحدّثين، وصفوة الأولياء والصالحين، وهو صاحب كتاب روضة الطالبين وعمدة المفتين، فإن من الكتب الكبيرة المعتمدة في المذهب الشافعي هو الروضة، واختصرها النووي من كتاب الإمام الرافعي شرح الكبير، ولقد أثنى على الروضة الأئمة، فقال الأذرعي هي عمدة أتباع المذهب في هذه الأمصار، بل سار ذكرها في النواحي والأقطار، فصارت كتاب المذهب المطول، وإليها المفزع في النقل وعليها المعول، فإليها يلجأ الطالب النبيه، وعليها يعتمد الحاكم في أحكامه والمفتي في فتاويه، وما ذاك إلا لحسن النية وإخلاص الطوية، وقد عُني بالروضة جماعة من العلماء واشتغلوا بها اختصارا وتعليقا.

 

ولقد عزم النووي قبل وفاته على غسلها أي محوها كما غسل غيرها، فقيل له قد سارت بها الركبان، فقال في نفسي منها أشياء، وكان يريد مراجعتها وتحريرها فلم يتسع له العمر، وأما عن كتاب المجموع شرح المهذب للنووي، فقد وُصف بأنه أعظم ما كتب النووي في الفقه، لم يُصنف في مذهب الشافعية على مثل أسلوبه، وقال الإسنوي وابن الملقن ليته أكمله ونقصت كتبه كلها، وقال ابن كثير في تاريخه إنه لو كمل لم يكن له نظير في بابه، فإنه أبدع فيه وأجاد، وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه في المذهب وغيره، والحديث على ما ينبغي، واللغة والعربية، وأشياء مهمة، لا أعرف في كتب الفقه أحسن منه قال على أنه يحتاج إلى أشياء كثيرة تزداد عليه، وتضاف إليه وقال العثماني قاضي صفد إنه لا نظير له. 

 

ولم يصنف مثله، ولكن ما أكمله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذ لو أكمله ما احتيج إلى غيره أي في فقه الشافعية، وبه عرف قدره واشتهر فضله، وأما الكتاب المطبوع باسم أدب الفتوى والمفتي والمستفتي فهو قطعة من مقدمة كتاب المجموع أفرده بعضهم بالطبع فاشتهر حديثا على أنه كتاب مفرد، وأما عن الإمام النووي والظاهر بيبرس، فإن من أشهر قضايا النووي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحوطة على الغوطة، فقال القطب اليونيني إنه واقف الظاهر غير مرة بدار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك، وقال ابن كثير إنه قام على الظاهر في دار العدل في قضية الغوطة لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها، فرد عليهم ذلك، ووقى الله شرها بعد أن غضب السلطان، وأراد البطش به، ثم بعد ذلك أحبه وعظمه، حتى كان يقول أنا أفزع منه.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *