Share Button

الدكروي يكتب عن عبيد الله مع أبي موسي

بقلم/ محمـــد الدكرورى

 

ذكرت كتب السيرة النبوية الكثير عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وأما عن أبو موسى الأشعرى الذى قابله عبيد الله فى البصره، فهو أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري وهو صحابي جليل، وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، على زبيد وعدن، وقد ولاه عمر بن الخطاب على البصرة، وقد ولاه عثمان بن عفان على الكوفة، وكان المُحكّم الذي اختاره علي بن أبي طالب من بين حزبه يوم صفين، وينتمي عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر إلى قبيلة الأشعريين القحطانية اليمانية، وقد قدم أبو موسى الأشعري إلى مكة قبل الإسلام، وحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وقد أسلم أبو موسى بمكة.

 

ثم رحل إلى قبيلته في اليمن، ثم خرج في بضعة وخمسين رجل من قومه فيهم أخويه أبو رهم وأبو بردة، وكانت أمه هى السيده ظبية بنت وهب العكيّة التي أسلمت وماتت بالمدينة في سفينة، فجرفهم البحر إلى الحبشة، حيث كان جعفر بن أبي طالب وأصحابه مهاجرون، فخرجوا جميعا في سفينتين متوجهين إلى المدينة المنورة، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم، عائدا من فتح خيبر، فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، لهم فيمن حضر الفتح، وقال لهم ” لكم الهجرة مرتين” هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إليّ ” فكانت غزوة خيبر أول المشاهد التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأما عن الهرمزان فهو أحد قادة الفرس إبّان الفتح الإسلامي، وكان قائد الجيش الفارسي في معركة القادسية.

 

وهو حاكم الأهواز، أثناء فتح فارس في عهد يزدجرد الثالث، وكان قد عقد صلحا مع المسلمين في السنة السادسة عشرة للهجرة، ما لبث أن نقضه فيما بعد بتحريض من يزدجرد، وعلم المسلمون بذلك فجهزوا جيشا لمحاربته ومحاربة من تعاقد معه على ذلك، فأسر، وأقبلوا به إلى المدينة مكتوف اليدين وعليه تاجه وحليته، فأراد عمر أن يضرب عنقه، فأعلن إسلامه في قصة طريفة، فقد روي أن عمر قال له يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر؟ فقال له يا عمر، إنا وإياكم في الجاهلية كنا نغلبكم، إذ لم يكن الله معكم، ولا معنا، فلما كان الله معكم غلبتمونا، قال له عمر فما عذرك في انتقاضك مرة بعد مرة ؟ قال أخاف إن قلت أن تقتلني، قال لا بأس عليك، فاخبرني، فاستسقى ماء، فأخذه، وجعلت يده ترعد، قال مالك ؟

 

قال له أخاف أن تقتلني وأنا أشرب، قال لا بأس عليك حتى تشربه، فألقاه من يده، فقال ما بالك، أعيدوا عليه الماء ولا تجمعوا عليه بين القتل والعطش، فقال كيف تقتلني، وقد أمنتني؟ فقال له كذبت، قال لم أكذب، فقال أنس صدق يا أمير المؤمنين، قال ويحك يا أنس، أنا أؤمن قاتل مُجزأة بن ثور والبراء بن مالك، والله لتأتيني بالمخرج أو لأعاقبنك، قال إنك قلت “لا بأس عليك حتى تخبرني ولا بأس عليك حتى تشرب” وقال له ناس من المسلمين مثل قول أنس، فأقبل على الهرمزان، فقال تخدعني، والله لا تخدعني إلا أن تسلم، فأسلم، ففرض له ألفين وأنزله المدينة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *