بقلم علي العربي/تونس.
بعد أسبوع من وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي تقدم العشرات من الراغبين في اعتلاء كرسي الرئاسة بملفات ترشحهم لخوض غمار الانتخابات الرئاسية ذات الطابع الاستثنائي لا سيما وأن تونس تمر بمرحلة دقيقة و صعبة على مختلف المستويات الاقتصادية و الاجتماعية وهو ما يفرض توفر جملة من المواصفات في الرئيس القادم بقطع النظر عن أحقيته في الترشح فلا تكفي الشهرة السياسية و الحزبية بقدر ما يجب أن تتوفر فيه نظافة اليد و النزاهة والشفافية و الحس بالمسؤولية فضلا عن تمتعه بالكفاءة العلمية و الاكاديمية و الجسدية و القدرة على أخذ القرار الصائب في أدارة شأن البلاد كما يجب أن تكون له الدراية التامة بمجريات الامور خاصة في توطيد العلاقات مع الدول الشقيقة و الغربية مما سيضمن حتما صورة ناصعة للديبلوماسية التونسية يمكنها من أن تكون بين الكبار في أخذ القرارات المصيرية التي تهم القضايا الشائكة.
كما يجب على رئيس الدولة أن يضلع بمهامه التي كرسها الدستور في اطار توسيع مشمولاته من أجل المحافظة على النظام العام و ارساء علوية القوانين و توفير الهدوء السياسي وأن تكون له مبادرات حقيقية و ملموسة من شأنها ان توفر الامن و السكينة في ظل مقاومة الارهاب و التطرف و الجريمة المنظمة و التهريب و تبييض الاموال و غيرها من القضايا المصيرية.
ان ما يريده عامة الشعب اليوم هو أن يكون له رئيسا قويا ثابتا على مواقفه و اختياراته من خلال انتهاجه لخطاب عقلاني و مسؤول يجمع ولا يفرق يوحد و لا يشتت و ان يكون رئيسا لكل التونسيين باختلاف مشاربهم و انتماءاتهم وليس للبعض من خدمة مارب شخصية او عائلية أو حزبية مما يستوجب عليه قطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه التمعش من الدولة و التكالب على المناصب بحجة القرابة و النسب .
أن وفاة الباجي قائد السبسي أعطتنا درسا كبيرا الذي سيخلد اسمه في الذاكرة الوطنية ان الرئيس مثلما يستمد شرعيته و حبه من الشعب فهو الوحيد القادر على التأثير في مستوى الاختيارات وهو ما يفرض رئيس حقيقي مولود من رحم معاناة الشعب يفرح لأفراحهم و يحزن لأحزانهم و منتصرا لقضايا السيادة و الهوية الوطنية.
هذه مواصفات الرئيس التونسي المرتقب و التي يجب ان يأخذها بعين الاعتبار وفق رجاحة الاختيار..
