Share Button

بقلم مصطفى سبتة
ما لابْنِ آدمَ عندنا لا يفهمُ هل
لايزالُ بما مضى يـــتوهّـــــمُ
أَنَودُّ أن نجتازَ دون تعلّمٍ
والـعلم بَوْصَلةٌ بهـا نــتقدّم
ولقد أردتُ وما أردْتُهُ صدّني
فرجـــعتُ أبــــــكي عاجزاً أتألّمُ
جَدّدْ حُروفي إنْ أَرَدْتَ بِفِطْنَةٍ
فلقد تجودُ إذا تشاءُ فـــنفْـــــهمُ
وَبِها القُلوبُ إلى الحياةِ سَترتقي
عبرَ العلومِ وبالهدى تتـــحزّمُ
غَيْري يُطمّعُه الرّغيفُ الحافي
فــيروغُ عن شِيَمِ الكـريمِ الوافي
لا أَدّعي قَوْلاً إذا هُو لم يكنْ
حقّاً يُجَسِّدُ حِكْـمَةِ الإنــصاف
تَعِسَ اللّئيمُ وساءَ ما يُدْلي به
بيتُ اللّئامِ ومـنزلُ الأجْــلافِ
ما كلُّ ما عندَ الخلائقِ كافياً
إلاّ كفافُ قناعَــتي وعـــفافي
إنّ الكبيرَ هو الكبيرُ بنفسهِ
ولقد أجادَ ركوبَـها أســلافي
مازالَ خَطْوُ شعوبنا يتعثّرُ
والحالُ عَيْنُهُ عـندنا يتـكرّرُ
لا تحقرنَّ من القريضِ أصيلَهُ
فالنّـظمُ من أفْواهنا يتـــــفجّرُ
سنظلُّ نرجمُ في الظّلام بأنْجُمٍ
مثلَ الشّهابِ حُروفُها تَتفـــــطّرُ
وكذلك السّيلُ العنيفُ فإنّــــما
أولاهُ طلُّ ثُمّ مـــــوْجٌ أخــــطرُ
لا يسلمُ الأمل الكبيرُ من الأذى
حتّى تراهُ بـــــــعزمنا يتـــطهّرُ
كلّ العصورِ بأهلها تتجدّدُ
واللّيلُ يرحلُ والصّـبيحةُ تولدُ
يا ذا الذي يختالُ في أوطاننا
بعصاهُ يضربُ في الرِّقابِ ويجلدُ
سيحينُ وقْتُكَ حالما يأتي الرّدى
فنراك نُصــــــبَ عيوننا تـتمدّدُ
والموتُ آتٍ والنّــــــفوسُ ودائعٌ
سنردُّها للمُسْــــــــتعانِ ونرقدُ
خذْها إليكَ من البيانِ بَلاغَةً
فيها الحُروفُ بِنَظْـمِها تَتَجَدَّدُ
سأظلّ حَرْفَ اللّفظةِ الخرساءِ
أَرْجو إثارَةَ ثورة الشّـــــــــعراء
وعلى بساطِ المُفردات قصائدٌ
باحـــــــــتْ بهنَّ سليلةُ الأمراءِ
فصحتْ عُيوني من عقيم سُباتها
واستيقظتْ من غــفْلة التُّعَساءِ
وتَوَجَّهَتْ صَوْبَ الطُّموحِ قَصيدتي
تَقْتادُها مَعْــــــزوفَةُ البُلَغاءِ
وإذا العُقولُ إلى الأمام تقدّمتْ
شعّت بها الأَفــــكارُ كالأضواء
يا حاكمين ألم تكونوا تعلموا أنّ
الرّبيع بــكُمْ إليــــــــــنا قادمُ
لو تشْعرونَ بظُلمنا لعرفْتُمُ أنّ
المُــــــــــعربِدَ بالتّســـلّط ظالمُ
لا تستخفّوا بالشّعوب فإنّكُم
تبنونَ والأجـلُ المُحتّمُ هادمُ
عدلَ الرّدى بين الورى في حُفرةٍ
فالكلُّ يُدْفَــنُ والمُــفرّطُ نادمُ
وإذا المنيّة كشّرتْ أنيابَهاعجزَ
المُـــداوي والطّـــــبيبُ العالمُ
ويلي إذا كان السّعيرُ جزائي
ماذا يحـلّ بنكستي وبكائي
يكوي العذابُ محاسني ويشينها
ويذوبُ منّي في الجحيم كسائي
فيقول لي الدّيّان جلّ جلاله
يا عبد سوءٍ كنتَ من أعدائي
حاربْتني وشققْتَ أمري عاصياً
ونــسيتَ عمداً أن تـخافَ لقائي
سترى جهنّمَ واللّهيبُ بجوفِها
ناراً طغتْ في اللّيـلةِ الظّـلماء

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *