Share Button
السم فى العسل .
كتبت / داليا فوزى
أصبحنا نواجه إخطار كثيرة بين التواصل الاجتماعى والمعرفه وبين الحياة الاجتماعية والترابط الأسرى .
يلجأ الكثير من الأشخاص لمواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من اللقاءات مع الأشخاص وجهاً لوجه؟
فقد سألت صديقة لى بالفيس عن اهمة الفيس لها فقالت :-
هو منبري الخاص الذي يساعدني على طرح أيه فكرة تخطر ببالي دون أن تصادر أفكاري حتى قبل أن اقولها . فأنا لم أعتاد من زوجي أن يصغي لي فبعد سنوات زواج تجاوزت العشر توقفنا تماما عن التخاطب إلا في الضروريات وأحوال الأولاد ومصروف البيت والالتزامات .. فأشعر بأن الفيس متنفسي لأقول ما يرهقني ويتعبني دون أي صد أو حتى عدم استجا به .
أصدقاء آخرون بعمر 16 عاما أجابوا بابتسامة وهل هناك مكاناً يمكن أن يصغي إلينا فيه أحد ونستطيع أن نعبر عما يتعبنا ويرهقنا سوى الفيس؟
نحن وعبر صفحاتنا نستطيع أن نصرخ ونطرح ما نريد ببساطة بالإضافة لأننا نتعرف على أشخاص كثيرون ومن جميع مختلف الأرض وهذا شيء يسعدنا جميعا
بناءً على ذلك كان لا بد لنا من خلق مساحاتٍ لا تصلنا فقط فيمن حولنا بل أيضا تنقلنا عبر المسافات لنتعرف على الكون أجمع محولةً العالم إلى قريةٍ صغيرةٍ وهذا ما حرص عالم التكنولوجيا على تقديمه للإنسانية حيث أصبحنا عبره لا نحصل فقط على المعلومة بوقتٍ أسرع بل أيضاً نتعارف ونتآلف عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي شكلت ثورةً حقيقيةً في المجتمعات المختلفة وجعلت البشر أقرب إلى بعضهم على اختلاف جنسياتهم ومواقعهم فهي لم تدعم فقط حالة التواصل بل أيضا قللت الفوارق زمنية والمكانية وبنت شبكة واسعة من العلاقات .
ولكن السؤل الآن هل ما قدمته تلك الوسائل حقاً مفيداً للبشرية وهل ساعدت على السير قدماً مع عجلة تطور الحياة ؟ أم أنها قفزت بنا عبر آلة زمنٍ غريبةٍ نحو الهاوية ؟
وهل هذا العالم الافتراضي أصبح بديلاً عن العالم الحقيقي ولماذا يلجأ الكثير من الأشخاص لمواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من اللقاءات مع الأشخاص وجهاً لوجه؟
برأيي في جو العائلة الصحي والتفهم الحقيقي فى العلاقة والاحترام المتبادل يمكننا أن نحول أي شيء الى إيجابي بعيداً عن السلبية والدَمار فالاسرة هي الكيان الأهم والنواة الأساسية في أي مجتمع .
هناك فراغاً كبيراً في المجتمع وهشاشةً في العلاقات أدت الى اللجوء لأي وسيلة تشكل تعويضاً حقيقياً عن الفراغ الذي يعاني منه أغلب الأشخاص .
اصبح التواصل الاجتماعى عبر الفيس بوك يسبب كارثة فى التفكك الأسرى و حالات الطلاق التي ظهرت بالآونة الأخيرة ويمكن أن يكون جزء من تلك الحالات يعود للارتباط المدمن بتلك المواقع مما يشعر الطرف الآخر بالإهمال .
نحن لا نحتاج الا القليل من الوعي والكثير من التنظيم والعمل ليكون مجتمعنا حاضنة جيدة لشجرة القيم التي لطالما حرصنا على رعايتها ونحتاج حقاً أن تزين ذاكرتنا وحياتنا .
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏
١
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *