Share Button
بقلم .ابراهيم عطالله
تتعدد تعريفات الاستقصاء الصحفي، لكن ممارسيه يتفقون على عناصر رئيسية تميزه: هو عمل صحفي عميق ومبتكر، يوظف أساليب بحث منهجية، وغالباً ما يفضح أسراراً. يشمل الاستقصاء استخداماً كثيفاً للسجلات العامة والبيانات، وتركيزاً على العدالة الاجتماعية والمساءلة.
دليل اليونسكو للتحقيقات الصحفية Story-Based Inquiry، [النسخة العربية] يعرّف الصحافة الاستقصائية بأنها “تكشف النقاب عن مسائل تهمّ العموم، كانت تخفيها عن قصد جهة ذات سلطة، أو يحجبها دون قصد ركام فوضوي من المعلومات والظروف التي تؤدي إلى الالتباس، وذلك بالاعتماد على مصادر وسجلات قد تكون سرية أو علنية”.
أمّا رابطة الصحافة الاستقصائية VVOJ (التي تنشط في بلجيكا وهولندا) فتعرف الاستقصاء الصحفي باختصار على أنه “صحافة نقدية معمقة“.
يعتبر بعض الصحفيين أن كل صحافة استقصاء. وفي ذلك بعض الحقيقة، فالمراسلون الصحفيون يستخدمون أساليب استقصائية سواء في تغطيتهم للأخبار أو في عملهم على قصص صحفية معمقة. لكن الصحافة الاستقصائية أشمل من ذلك- إنها منهج عمل وحرفة قد يتطلب إتقانها سنوات. يشهد على ذلك سمو المعايير البحثية والصحفية في التقارير الاستقصائية التي تفوز بالجوائز الرفيعة وهي تنقب بدأب وعمق خلف الأموال العامة المنهوبة، وسوء استخدام السلطة، وانتهاك البيئة، والفضائح في القطاع الصحي، وغيرها.
تعرف الصحافة الاستقصائية أحيانا بصحافة العمق، أو صحافة الابتكار، أو صحافة المشاريع، لكن من الخطأ أن تخلط بالتسريبات، وتلك صحافة تتمثل في الانفراد الإخباري المبني على وثائق أو معلومات يسربها في العادة أشخاص في مواقع سلطة ونفوذ.
في الحقيقة، يمكن لمظلة التعريف أن تغطي الكثير، خصوصا في الديموقراطيات الناشئة، حيث توصف تقارير بأنها تحقيقات إذا احتوت على سجلات مسربة أو إذا احتوت على نفس نقدي لا غير. ويستخدم البعض تعبير التحقيق الصحفي لوصف أي خبر يتناول الجريمة أو الفساد بل ويتجاوز ذلك إلى بعض التحليلات ومقالات الرأي!
الصحافة الاستقصائية لدى أكثر المدربين خبرة تقوم على منهجية متينة، واعتماد كثيف على المصادر الأصلية، وعلى وضع فرضية واختبارها، وعلى استخدام نظام محكم للتحقق.
يعرف المعجم كلمة “تحقيق” على أنها سعي منظم وراء المعلومات. وهذا لا يمكن تحقيقه عادة في يوم أو اثنين. التحقيق الشامل يتطلب وقتا.
يشير آخرون إلى دور مركزي للصحافة الاستقصائية في ابتكار أساليب عمل جديدة، كما حدث في التسعينيات مع استخدام الحواسيب في تحليل البيانات وعرضها. “صحافة التحقيقات مهمة لأنها تقودنا إلى وسائل وطرق جديدة في عمل الأشياء”، وفق ملاحظة برانت هيوستون، الذي يشغل منصب أستاذ كرسي نايت للصحافة في جامعة إلينويز بعد سنوات في إدارة فرق من صحافي ومحرري التحقيقات. يقول
“هذه الأساليب والتقنيات المهنية سرعان ما تنتقل إلى العمل الصحفي اليومي، وبذلك نرفع من سوية الأداء في المهنة كلها”.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *