Share Button
لقد قاوم أعداء الإسلام بشتي الطرق هم القيم والمبادئ الإسلامية وكان من ذلك هو إبعاد المدرسين الملتزمين دينيا، وتحويلهم إلى إداريين، حيث تعتبر هذه الخطة من أخبث ما دبّره أعداؤنا، ونفذه عملاؤهم في بلاد المسلمين إذ الثابت أن المعلم المتدين انطلاقا من إدراكه لواجبه ومسؤوليته أمام الله، فإنه يجتهد في توصيل مادته العلمية لأولاد المسلمين، ثم انطلاقا من غيرته الدينية، فإنه يسعى جاهدا في غرس مبادئ الإسلام في نفوس التلاميذ، وتعريفهم بعظمة الإسلام، ولفت أنظارهم إلى المؤامرة على عالمنا الإسلامي، وكل ذلك يخشاه أعداؤنا، ويخافون من خروج أجيال مسلمة تعي ذلك، ومن هنا فقد حرصوا على إبعاد كل المدرسين الذين يتأتى منهم إفساد خطتهم.
وفي الزمن العولمي زمن الثورة المعلوماتية، أبرز وأخطر صراع يعيشه المسلم اليوم هو صراع الهوية، فالمسلم يعيش صراعا مع ذاته للتعرف على هويته في زمن تداخل الهويات، وصراعا مع المخالف له في العقيدة والفكر والانتماء ليتميز عنه، والحديث عن الهوية ليس أمرا هامشيا، أو هو من باب الجدل الفكري الصرف الذي لا ثمرة له بل هي قضية أساسية، فنحن نرى الآن الصراعات صراعات هوية صراع محو الهويات والثقافات للأمم والشعوب ومسخها لذا من المهم أن نجيب على هذا السؤال بدقة ما هويتنا؟ قد يبدو هذا السؤال أنه سؤال سطحي، ولكن حقيقة هو سؤال جوهري لأن الجواب عليه في ظل تداخل الثقافات بين الأمم يجعله سؤالا معقدا فهو سؤال يلامس منظومات القيم والمبادئ.
المكونة للوجود الحضاري لهذه الأمة، فإن الاحتكاك بالحضارات الأخرى، وخصوصا إذا كانت هذه الحضارة متفوقة ماديا وإعلاميا يُظهر أزمة هوية حيث يكون هناك رغبة في الاندماج في هذه الحضارة القائمة المسيطرة، مع رغبة في الحفاظ على الهوية لذا تبرز أسئلة عدة لدى العقل المسلم وهى مَن نحن؟ ولماذا نحن متأخرون حضاريا؟ ما سبب تأخرنا؟ فتكثر الأسئلة حول الأنا، وحول الآخر، كي يبحث عن ذاته، محاولا اكتشاف الذات، واللحاق بالآخرين، وتقليص الفارق المادي، وأما بالنسبة للخبراء الذين قدموا من الغرب كي يطوروا الدولة العثمانية جاؤوا بامتيازات تثبت أقدامهم بحيث لم تستطع الدولة أن تتخلص منهم يقول باول شمتز “إن العقل الأوروبي الذي استعانت به بعض الدول.
ليساعدها على تنفيذ البرامج الإصلاحية كي تستطيع الدفاع عن نفسها، وتتمكن من الوقوف ضد الهجوم عليها لا يستطيع أحد التخلص منه أبدا، لقد أعطي من الامتيازات، ونال من الفرص ما يُمكنه من تثبيت أقدامه فوق هذه الأرض، وقد حدث في كثير من البلدان الإسلامية كذلك، إلا أن مصر لمكانتها الثقافية لاقت من عناية الأعداء وحرصهم على السيطرة عليها وبالأخص السيطرة الثقافية ما لم تلقَه دولة أخرى، وترتب على ذلك فقدان مصر سيادتها، وسقطت أمام البريطانيين، ومنذ أن سيطر الخبراء الغربيون وطلابهم من التغريبيين على مقاليد البلاد الإسلامية، وبالأخص في الناحية الثقافية، فقد حرصوا على إخراج أجيال لا تعرف دينها، ولا تعتز بالانتماء إلى عقيدتها ولغتها ووطنها، ولا تعتز بتاريخها وتراثها.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏جلوس‏‏ و‏تحتوي على النص '‏‎REDMI NOTE 9 9 PRO AI QUAD CAMERA‎‏'‏‏
محمد احمد محمدان
تمت المشاهدة بواسطة ٣
أعجبني

تعليق
إرسال
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *