Share Button
العيب
بقلم : داليا فوزى 🪶
كلمة العيب انتقلت الى رحمة الله . لم أجد كلمة تعبر عن الأخلاقيات سوى هذه الكلمة تحمل معانى كثيرة فدائما ما نوجه ابناءنا ونستخدم هذه الكلمة .. عيب تضرب اخوك .
عيب .. تناول الطعام الذى أمامك إلى آخره .
فى الاونه الأخيرة لاحظت انحدار فى أخلاقيات الشباب بدأ التطاول بالألفاظ على الاهل وعلى أصحابه وجيرانه وعلى معلمة ومديرة ف العمل
عدم الاحترام أصبح يتباهى
الشباب بها واحساسهم بالقوى .
وقد لاحظنا عبر مشاهدتنا فى التواصل الاجتماعى بعض الظواهر المسيئة للبلد .
منها التطاول بالأيدي وعدم الاحترام دون خجل او احساس بالذنب .
العراك بين الشباب بسبب فتاه
مما يؤدى إلى وفاة أحدهم ولجوء الاخر إلى المحاكمة ثم السجن او وضعه فى أصلاحيه لصغر سنه . غلق مدرسة بنات بسبب مشاحنه دموية ادت إلى تشويه وجوههم .
من المسؤول عن هؤلاء الشباب هلى ضغوطات الحياه او إشغال الاهل بالعمل ام انشغال الام عن متابعة أبنائها أثناء وجود الأب ف العمل ام عدم تفاهم الأسرة والمشاحنات التى تؤثر بالسلب على أبنائنا ام سوء التربية ام التدليل ام قلة الدين كل هذه المقترحات السبب هم الأهل منذ أن كان طفل تفرح حين يأخذ حقه بنفسه ويضرب جاره او صديقة او زميلة ف المدرسة وتشجيعه بمقولة .( اللى يضربك اضربه )
عند بداية الطفل فى الكلام يفرح الاب حين يصفعه على وجهه او يبثق فى وجه امه ويضحك الاب والام من باب التدليل وعند زيارة الأقارب يطلب الآباء بأن يكررالطفل هذا التصرف ويضحك الاهل وهم يجهلوا عاقبة الأمر .
من المدهش ان التربية لا تتحتم تعليم الأم او الأم فديننا يحثنا على الأخلاق الحسنه .وقال صلى الله عليه وسلم: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا )) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إن الله سائل كل راعى عما استرعاه احفظ ذلك ام ضيع ؟
افتقد الاهل الترابط الأسرى أصبح الاهل يجهلون اشياء كثيرة عن أبنائهم . لا يوجد متابعه من الاهل فى الدراسة . مع اصدقائهم فى النادى فى المواقع التى يشاهدها عبر السوشيال ميديا مثل العنف والتنمر والأفلام الإباحية ومواقع اجنبية وغنائية تحرض على عدم وجود الدين مما يؤثر بالسلب على ابنائنا .
سماع الأغانى ذات الكلمات المبتذلة وترديد كلماتها دون رقابه مما ادى إلى اكتساب صفات اخلاقيه غير مستحبة .
أبتعاد الاهل عن أبنائهم صنع عدم ترابط أسرى لا أحد يقدر تعب الاخر الاب يعمل جاهدا لتوفير راحة أبنائهم وتلبية رغباتهم ولكنهم لا يشعرون . الام تعمل داخل المنزل وخارجة كأم عاملة تساعد فى تلبية رغباتهم ورغم كل ذلك لا يشعر الأبناء بل يشعرون بأنهم مهملون وعليهم اللجوء للبديل وبالطبع هنا سوف يكون البديل أصدقاء السوء خروج وتواصل اجتماعى عبر الانتر نت دون الوعى بالخطأ او الصواب مما يعود على الاهل بالسلب .
أصبح الأبناء يمتلكون جحودا لعائلتهم لايوجد حب او اهتمام او الاحساس بشعور الآخرين يمتلك الأنانية والشعور بالحرية يفعل ما يشاء دون اعتراض من الأهل . وهنا أصبح الأهل بعيدين كل البعد عن السيطرة . يكبر الشباب وتقوى عظامة ويبحث عن الاستقلال عن الأهل بالزواج وحين يضعف قوى الأب والأم وينحنى ظهورهم يزداد الابن والابنه جحودا إلى أن يصل قمه الجحود فيضع ابويه فى دار مسنين بحجة انه لا يقدر على رعايتهم بسبب انشغاله بالعمل إلى أن يصل خبرهم عبر الاتصال من دار المسنين بتبليغ ان توفاهم الله .
او ان يظلون فى منزلهم لا يسأل عليهم ومن الممكن أن يصل الجحود أيضا إلى دعاء عليهم بالموت او السب او الضرب احيانا .
لماذا تخزنوا لقد زرعتم والآن تحصدون نتيجة تربيتكم ألا تتذكرون هذا الطفل الذى صفعك على وجهك او بثق على أمه وأنتم تضحكون . نعم إنهم هم أبنائكم . الأن تبكون على سوء حصادكم .
هل تعلموا أن الطفل مثل الحبة تزرع لتصبح شجرة لها أفرع تظلل عليكم حينى تضعف قواكم وينحنى ظهوركم لو أحسنت رعايتها وريها تكبر فروعها وتمتلئ بالاوراق وتمتد إلى السماء تدعوا لكم بالمغفرة والرحمه كما احسنتم تربيتهم
هل تعلم أن ثمارها يأكلها الناس وتتلذذ طعمها وتدعوا لمن رعاها واحسن طرحها .
الطفل الذى ربيته وأصبح شابا ثم رجلا اما ان يكون عونا وظهرا لكم ام شوكة فى ظهوركم إلى أن يتوافاكم الله
أحسنوا تربية أولادكم فإن الخير يعود عليكم وعلى مجتمعكم والناس أجمعين ويتمثل فى قول الله تعالى :
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا. اعتذر بأن ألقى اللوم على الأم فهى تحمل رسالة تربوية فى الحياة ويجب أن تدرك المسؤولية تجاه أولادها لقربها منهم و طول الوقت الذى يقضونهم معها .
هيا نقف وقفة مع أنفسنا نتسائل .. ما المرجعية التى نربى بها ابنائنا ؟ ما الوسائل التى تساعدنا على تربية ابنائنا ؟ لا نعيب الزمان فمنذ خلق الله أدم وحواء والام لها دور والاب له دور اخر لا تلقوا تقصيركم على الزمان .
*******************
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
********************
وبعد كل ذلك هل وجدتم إجابة السؤال . فعلى ماذا نربى أولادنا إذا ؟
ربوا أولادكم على التسامح واحترام الكبير والرحمة بالصغير والارتياح لفعل الخير وصدق القول والفعل والوفاء بالوعد . علموا أولادكم الصلاة والمواظبة عليها فهى تحسن الأخلاق وتصبح عادة وعندما يكبر تصبح عبادة .
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *