Share Button

اللؤلؤة
كتب دكتور فوزي الحبال
انت المقصود في هذه القصة ,, انا ؟ نعم انت .
واقرأها حتى تصدق ما اقول
كان هناك صياد سمك جاد في عمله يصيد في اليوم سمكة فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت ، ذهب إلى الشاطئ ليصطاد سمكة أخرى .
و في ذات يوم كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها
إذا بها ترى أمراً عجباً ، رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة ،
لؤلؤة في بطن سمكة ..؟؟
سبحان الله
زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت ! ماذا ؟! انها لؤلؤة ،
لؤلؤة !!!
أخذ الصياد اللؤلؤة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور ، نظر إليها جاره التاجر وقال : لكنني لا أستطيع شراءها ، لإنها لا تقدر بثمن .
لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة لعله يستطيع أن يشتريها منك ، أخذ صاحبنا لؤلؤته وذهب بها إلى البائع الكبير في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة.
فقال له : والله يا أخي إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلا اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة .
وعند باب قصر الوالي
وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين ، ينتظر الإذن له بالدخول ،
وحين رآها الوالي قال : إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه ، لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .
لكني سأسمح لك بدخول خزانتي الخاصة وستبقى فيها ست ساعات ، خذ منها ما تشاء ، وهذا هو ثمن اللؤلؤة .
قال الصياد : سيدي لعلك تجعلها ساعتين ، ست ساعات كثيرة على صياد مثلي .
فقال الوالى :
لا .. بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزانة ما تشاء
دخل صاحبنا خزانة الوالي ، وإذا به يرى منظراً مهولاً
غرفة كبيرة جداً ، مقسمة إلى ثلاثة أقسام
قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ وقسم به فراش وثير لو نظر إليه نظرة نام من الراحةوقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب .
فقال الصياد محدثاً نفسه ست ساعات ؟
إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي ؟
ماذا سأفعل في ست ساعات ؟
حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث
سآكل حتى أملأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب .
ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث وقضى ساعتين من الوقت
يأكل ويأكل حتى إذا انتهى ، ذهب إلى القسم الأول
وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير ، فحدث نفسه
الآن أكلت حتى شبعت ،فما لي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن هي فرصة لن تتكرر فأي غباء يجعلني أضيعها .
ذهب الصياد إلى الفراش استلقى وغط في نوم عميق
وبعد برهة من الزمن سمع من يقول له ،قم قم أيها الصياد الأحمق لقد انتهت المهلة .
هاه ، ماذا ؟! لم آخذ شيئا ؟
نعم ، هيا إلى الخارج
أرجوكم ، ما أخذت الفرصة الكافية ، ست ساعات وأنت في هذه الخزانة ، والآن أفقت من غفلتك ،تريد الاستزادة من الجواهر ؟!
أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر حتى تخرج إلى الخارج وتشتري لك أفضل الطعام وأجوده و تصنع لك أروع الفرش و أنعمها .
لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه ، خذوه إلى الخارج ، لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم

انتهت القصة
لكن العبرة لم تنته بعد
أرأيتم تلك اللؤلؤه هي روحك انها كنز لا يقدر بثمن ، لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز .
أرأيت تلك الخزانة إنها الدنيا ، انظر إلى عظمتها ! وانظر إلى استغلالنا لها .
أما عن الجواهر ، فهي الأعمال الصالحة .
وأما عن الفراش الوثير فهو الغفلة .
وأما عن الطعام والشراب فهي الشهوات
والآن أخي صياد السمك وانت المقصود قارئ القصة .
أما آن لك أن تستيقظ من نومك ؟! وتترك الفراش الوثير
وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك وهي عمرك وتتحسر وأنت تخرج من الدنيا .
قال تعالى:( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) [المؤمنون ٩٩ ،١٠٠ ]
ثق نحن ﻻندري متى يأتينا الموت ونلقى الله لنضاعف أعمالنا الصالحة من الآن صلاة قيام الليل ولو ركعتان يوميا
الصدقات ترفع البلاء .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *