Share Button

اللغة العربية والعرب

  كتب..  د. غسان صالح عبدالله

{هي اللغة الوحيدة في العالم التي واكبت مسيرة البشرية منذ ولادتها حتى اليوم ، فحملت في ذاتها سحر كل تلك الرؤى والمطامح الإنسانية، الحياتية.. الأسطورية، الواقعية ، حملت واحتضنت البيئة الروحية للإنسان آلافا من السنين دون أن تبدو حيويتها وتنضب ينابيع شخصيتها المتفجرة من

أعماق الشخصية العربية نفسها}.

إن العربي منذ نشأته أشد الناس اعتدادا بنفسه وبمناقبيته الفردية ، فقد وضع نفسه منذ البداية ، ومنذ أن بدأ يعي وجوده في مركز العالم، وقد عبر عن نفسه في أساطيره الاولى حينما علم أباه “آدم” كان ابا لجميع البشر ومن إحدى الأمهات العربيات ” حواء” ام لجميع البشر ، هذا إلى جانب أسميهما العربية اللذين فرضوهما على العالم بأسره..

فآدم: هو الأسمر المشرب بياضا أو الأبيض المسرب سحرة، وفي العربية القديمة : يعني الشبيه، المثيل النظير، شبه الحق وهذا يطابق فكرة أن الله خلق آدم هلى صورته، كما ينطبق على أصله من تراب من اديم الارض.

وحواء: هي الحاوية ، الحاضنة للولد والسمراء ايضا والخصيبة د، وان لقاء آدم بحواء أنتج جنس بني آدم ، جنس الإنسان العاقل الأول.

وقد ميزت القواميس العربية بين العرب والأعراب، في محيط المحيط” عُرب الرجل يعرَب عُروبة وعُروبية ، كان عربيا خالصا ولم يُلحن واللسان تكلم بالعربية ، وكان عربيا فصيحا، وأعرب الشيء أبانه وأفصحه، وأعرَب الفرس العربي عرفه من الهجين إذا صهل.وأعرَب الفرسُ صهل فعُرف عنه وسلامته من الهجنة، وخيل عِراب أي كرائم سالمة من الهجنة ، والعرباء من العرب الصرحاء الخلص، والعربي البين العروبة والعروبية والذي له نسب صحيح في العرب.

والعَروب المرأة المتحببة إلى زوجها ، ومنه عن النفوس المحفوظة كاللؤلؤ المكنون التي لم تجسد ، عُرُبا أترابا لأصحاب اليمين ، والعَرب الماء الكثير الصافي { والأعراب سكان البادية خاصة والفاسد النسب ، وتعرًب الرجل أقام بالبادية وتشبًه بالعرب، والأعرابي الجاهل من العرب، وعربت المعدة تغيرت وفسدت.

………………………………………………………..

إن الأرض العربية منذ بدء وجودها تميزت بأمرين اثنين عن كل بقاع العالم ..

الأمر الأول: هو ان الجليد لم يقترب منها يوما فكانت مركز الإنسان العاقل الاول، كما كانت مركز ما دعي ب( فيرن حيوا) الذي يعني بالسريانية الحزام الحي أو الحيوي او الصالح للحياة، وصار يعرف ب( برن أيفا) كما أطلق عليه قدامى السوريين اسم ” زنار عشتار أي حزام الخصب “.

والامر الثاني: هو ان هذا المركز المتمثل في سورية الكبرى حوى على اقدم مدن العالم التي تعود إلى الألف العاشر والتاسع والثامن قبل الميلاد وبالتالي على اقدم استقرار زراعي حضاري في العالم.

وفي الختام أقول: إن صراعنا في المنطقة يدور بين العرب والأعراب الذين استولوا على مقاليد السلطة في معظم العالم العربي..و كانوا سببا رئيسا في تدمير عالمنا العربي وفي تشويهه وانحطاطه عبر قرون عديدة..وهؤلاء من ذكرهم الله في كتابه العزز” قالت الأعراب آمنا……ولمًا يدخل الإيمان إلى قلوبهم.

والأعراب اشد كفرا ونفاقا…..

أجار الله الأمة منهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *