Share Button

كتب /ايمن بحر
يرى خبراء أن الإعتداء على ناقلتى نفط فى بحر عمان يزيد من مخاطر اندلاع نزاع مسلح بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة، التي تعبر منها ثلث إمدادات النفط العالمية من جهة أخرى، فإلى أين تتجه الأحداث؟
أُجلى طاقما ناقلتى نفط بعد تعرضهما لإعتداء قبالة إيران بعدما أرسلتا نداءى إستغاثة إثر تعرضهما لـ”هجوم” و”حادث أمنى وهذه ثانى حادثة “غامضة” ضد ناقلات نفط فى غضون شهر، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات “تخريبية” قبالة الفجيرة، لم يكشف عن ملابساتها بعد رغم أن واشنطن اتهمت فى البدء إيران التى نفت أى علاقة لها بها.
وبحسب مركز “كابيتال إكونوميكس” ومقره لندن، فإن الإعتداء على الناقلتين “آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطراً متزايد بإمكانية تحوّل الأحداث الى نزاع مباشر”، وتابع “قد يؤدى خطأ أو سوء تواصل الى نزاع أشمل، تكرار الهجمات بشكل منتظم يشير الى أن هذا الخطر يتزايد”.
وناقلتا النفط النرويجية واليابانية متوقفتان فى عرض البحر فى منطقة أقرب الى إيران منها الى الإمارات، وفقاً لمواقع تتبع تحركات السفن، وأفاد الأسطول الخامس الأميركى ومقره البحرين عن “هجوم إستهدف ناقلتى نفط فى خليج عُمان”، مشيراً الى تلقيه “نداءى إستغاثة منفصلين”.
وترى إليزابيث ديكنسون المحلّلة فى مجموعة الأزمات الدولية، أن المنطقة “تمر بفترة خطيرة (…) ومن مصلحة كافة الأطراف أن تجد مخرجاً بأسرع وقت ممكن”، وأضافت “فى الوقت الحالى، فإن نزاعات المنطقة تتأثر بشكل متزايد بسبب مستنقع التوتر الإقليمى بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى”.
وإرتفعت أسعار النفط بنحو 4 بالمائة مع الإعلان عن الهجوم الذى وقع بعد شهر من تعرّض أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) لأضرار فى “عمليّات تخريبيّة” قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز.
وإتهم مستشار الأمن القومى الأميركى جون بولتون وقتها إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيراً الى إستخدام “الغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران”، فى المقابل قالت الإمارات إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير الى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران.
ووفقا لمركز “كابيتال إكونوميكس”، فإن مخاطر إندلاع نزاع “قد تضر بإقتصادات المنطقة بشكل كبير وتكون لها آثار كبيرة غير مباشرة على الإقتصاد العالمى وسوق النفط”، وحذّر من أنّه حال تعرضت طرق الشحن البحرى لهجمات جديدة أو تضرّرت منشآت نفطية فإن أسعار الخام “قد تقفز الى 100 دولار للبرميل”، معتبرة أنّه “حتى وإن جرى تجنب النزاع المباشر، فإن التوترات الجيوسياسية ستستمر فى التأثير على الأسواق المالية”.
وتتعرّض السعودية، أكبر مصدر للنفط فى العالم، الى هجمات مكثفة من قبل المتمردين الحوثيين، آخرها هجوم على مطار أبها فى جنوب المملكة، وتتّهم السعودية إيران بدعم المتمردين اليمنيين الذين شنوا الشهر الماضى هجوماً على منشآت نفطية غرب الرياض ما أدى الى توقف ضخ النفط فى خط أنابيب رئيسى لعدة ساعات.
ويقول جوردى ويلكس الخبير فى مركز “سكدين فاينانشال” المتخصص بأبحاث النفط “هناك خطر كبير فى المنطقة (مضيق هرمز) ليس فقط على الشحنات بل أيضاً على البحارة وسوق النفط”، وأشار الى أنّ “الهجمات المتواصلة قد تزيد من المخاطر وتدفع البواخر الى عدم المرور فى المنطقة، مما سيزيد المخاطر على المستثمرين، ويرفع أسعار الوقود”.
وتقول المحلّلة كارين يونغ من مجموعة “أميركان إنتربرايز أينستيتوت” أن هناك “تسلسلاً ثابتاً للحوادث، سواء على الجبهة مع اليمن أو فى طرق الشحن البحرى فى الخليج”، وتشير الى أنه “دون التأكد من هوية من ينفذ هذه الهجمات على الناقلات وما الهدف فإن الخطر يزداد”، وأكدت أن هجمات الحوثيين مؤخراً تجعل “شبه الجزيرة العربية بأكملها تقترب من وضع منطقة النزاع”.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *