Share Button

كتبت :هويدا عوض أحمد

المساومة تمثل في صعيدها العالمي صورة مجسدة لنظرية تعدد فرص اللعب في المفاوضات الدبلوماسيه العالمية أو بعبارة أدق أنها تقدم صورة تحليلية للتهديدات والدفاعات والوعود ضمن إستيراتيجية الدوافع المختلفة .

اري ان المفاوضات المسامومة تمر بمرحلتين ..

المرحله الأولي ..تضم الطريقة التي تتم بها المساومة

المرحله الثانية ..تضم ما يطرا علي المساومة من تطور محسوس،

ولتحليل الطريقة والشروط مفاوضات المساومة من منظور فكري نقول ..

إن المساومة يجب ان تكون مستقلة عن أي موازين نفعية مختاره يضعها المفاوضون دون أن تتحكم في حل قضية الخلاف .

اما إذا ادت المقترحات البديلة إلي خسارة أو ربح متقابل فإن التقسيم بينهما يجب ان يكون متساويا

واخيرا يجب ان يكون الحل ضمن حدود المقترحات المقدمة وذلك تفاديا لوقوع أية خسارة كلية لأي منها أما بتعلق بالتطور المحسوس فان النظرية تقدم بتحديد ما يسمي بتحديد.. مدة اللعب…

وهذة تتم بدخول طرف ثالث ليقدم حله كمساوم له إهتمامه ومصالحه كشرط أضافي.

ولكن من قبل ذلك يجب ان ينتهي الطرفان ألي حلولهما التي أدت إليها مساوماتهما ومفاوضاتها .وبقبول الطرفين عقليا أسوأ مافي الأحسن .وأحسن مافي الأسوأ فانما يكونان قد وصلا إلي نقطة توسط مستقرة بينهما .

وحتي أذا تعذر الوصول إلي هذة النقطة فإن كل فريق سياسي شأنه شان الفريق اللاعب في مباراة يبحث عن بديل كاستخدامه إستيراتيجية مختلطة مثلا .

بحيث يؤدي بتكرارها وإعادة التكرار وعلي مدي بعيد إلي نتائج يعتبرها كل فريق منهما افضل ماهو ممكن

ومن هنا بدات الدبلوماسيه المصرية مفاوضات موسعه في الآونه الاخيره مع أثيوبيا بعدما تخلت الثانيه عن المواثيق والعهود الدولية التي ابرمتها سابقا

ودخلت دول عربيه في تلك المفاوضات إلا انها بائت بالفشل بتعنت وغباء منقطع النظير ليس لانها يقع عليها ظلم لا بل لأن هناك دول بعينها تعينها علي التصلف والتمسك برايها في موضوع حصه مصر والسودان التي كانت تحصل عليها بانتظام ما الذي جري اذا ولماذا الأن بالذات

إن ما يجري الان في مصر من نهضه وطفرة في الإقتصاد في كل مناحي الحياة لا يروق لاسرائيل ولا الدول التي تدعم إسرائيل والتي شاركت في تفكيك الدول العربية دوله بعد الأخري بنفس السيناريو .

وجدوا ان تلك الحبكه الدرامية لا تصلح للتنفيذ مع دولة كبيرة كمصر فقامت بافتعال منظم منذ سنوات طويلة كي تستخدم تفعيله في وقت ما ووجدت أن الان هو الوقت المناسب لجر مصر ان تثأر لكرامتها وتحارب بعد ان تياس من المساومه والتفاوض وتضعها في خيار وحيد هو الحرب

وقد تنبه مبكرا رئيسنا الحكيم وإلتزم ضبط النفس مرارا وتكرارا لانه رجل جيش ويعلم ماهي الحرب وماهي تداعيتها علي المنطقة باسرها وعلي اقتصادنا وعلي الاثار الرهيبه التي تفضي إليها الحرب

ان الشعوب تدفع ثمن خيارات الحكام ولهذا سيدفع الشعب الأثيوبي ثمن قيادته المتعنته التي لم تراعي حقوق الجيره ولم تصون المواثيق الدولية ورفضت ان تنصاغ للوسطاء

ولأن كل الخيارات مازلت مطروحة سواء للجلوس علي طاولة مفاوضات بوسطاء لهم مصالح في المنطقة او بدون

او بخيار الحرب الذي ستخيم آثاره علي المنطقة باسرها

المنفعه العامه والمصلحه العامه للشعوب في المنطقة تقتضي الهدوء وضبط النفس لأخر رمق لان القادم قد لا يكون عواقبه رشيده

مصر لن تترك حقها في مياه النيل ولن تدفع ثمن لحق اصيل لها ولن تقع في فخ استنزاف الحرب لينهك إقتصادها الا بعد أن تخرج عن صبرها واستنفاد طرق الدبلومسيه الملزمه علي ارض الواقع وإنهاء هذا الملف بصوره حاسمه

فالننتظر ما تسفر عنه قوي الشر في المنطقه كيف تدير اللعبه عن بعد .

والمصريون أيضا لهم طرق ولهم فكر كيف يحبطوا فكرههم بطرق لم تخطر لهم علي بال

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *