Share Button

الوطنية والشباب:

إن تنمية الوطنية في نفوس الشباب في هذه الظروف الراهنة التي تعيشها الأمة وما يترتب عليها من عواقب وويلات لا تحمد عقباها يستدعي مشاركة كافة المؤسسات الأهلية والتربوية والإعلامية وغيرها، وتبرز اليوم أهمية الوطنية والمواطنة من اجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من اخطار ، وتزويد الشباب بالمعارف والقيم والمبادئ والمهارات لإكسابهم المناعة ضد الغزو الثقافي القادم إلينا من خارج الحدود.

والوطنية شعور وممارسة وحب ووفاء وحرارة وانفعال وجداني وارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع ، وحس قلبي ضميري داخلي والوطنية نتيجة لواقع لا تعدد فيها ولا تبدل وهي مشاعر الحب والولاء التي تكمن في الانتماء للوطن، حب البلد والأرض والشعب ، وفخر بالتراث والحضارة ، وتتجلى مظاهرها في الإلتزام بالحقوق والواجبات واحترام القوانين السائدة في الوطن والتوحد معه والعمل على حمايته والدفاع عنه وقت الأزمات بكل غال ونفيس حرصا على تماسكه ووحدته واستمرارية بقائه وسلامته وعملا على نمائه وتقدمه .

الشباب كنوز الوطن المخبوءة لأيام القحط ، وسيوفه المشرعة في وجه أعدائه المتربصين ، ويده القوية في البناء والتنمية لما يتمتع به الشباب من قوى عقلية وبدنية ونفسية فائقة تمنحهم مرتبة ” حماة الوطن الشرفاء في الحرب ، وتمنحهم رتبة حملة لواء البناء في السلم” والنفس الشبابية أصلب إرادة وأمضى عزيمة ، وأقدر على مواجهة التحديات ولديهم القدرة على تحويل المستحيل إلى ممكن ، والقدرة على تحويل الأفكار المجردة إلى إنجازات واوسمة يزين بها الشباب صدر واقعهم ، ويرسمون بها ملامح وجه مستقبلهم المشرق.

إن بناء الشباب يعني بناء الحضارة ، وبناء المستقبل، والحضارة الأكثر ديمومة وتجددا وقدرة على البقاء والاستمرار والاكثر ثقة في بناء مستقبل الأمة. 

إن عدم وجود مؤسسات اجتماعية فاعلة لاستيعاب الشباب وطموحاتهم المشروعة وتفشي البطالة والإعلام المعولم والإنفتاح على ثقافات الآخرين الجيد منها والسيء هو السبب الرئيسي في ظهور بعض الانحرافات بين أوساط الشباب وتفشي المخدرات والجريمة ومشاهدة أفلام الإكشن والعري في وسائل الإعلام أصبحت سلوكا يوميا والإنبهار بالقشور الخارجية للثقافة الغربية التي تفرض علينا ،وبسبب غياب الدور الرقابي للأسرة وانهماك الوالدين بتدبير لقمة العيش ، وغياب القدوة الإجتماعية في الأسرة وانصهار الناس بمعظمهم في مجتمع إستهلاكي يباع ويشتري، الأمر الذي يستلزم من الجهات الحكومية المعنية بأمور الشباب ومنظمات المجتمع المدني دراسة هذه الظواهر دراسة علمية ووضع الحلول الآنية والبعيدة المدى لهذه الإنحرافات وحصر أعداد الشباب العاطلين عن العمل ، ووضع مشاريع تشغيلية كفتح ورشات عمل تدريبية للشباب تؤهلهم لغرض التعيين في مؤسسات الدولة العامة والخاصة كل حسب رغبته واختصاصه ليفيدوا أنفسهم وينهضوا بالمجتمع ويؤسسوا أسرا صالحة ، وإيجاد وسائل تأهيل لامتصاص الشباب العاطلين عن العمل وتأهيلهم وزجهم في ساحات العمل ، واستغلال طاقاتهم، وعقولهم الشابة، خاصة الخريجين الجامعيين.

ويتطلب الإكثار من مراكز الشباب وتزويدهم بمختلف وسائل الترفيه والرياضة لنحصنهم من سماسرة السوء، ولجذب الشباب وقضاء أوقات الفراغ فيها، ومساهمة مؤسسات المجتمع المدني بإقامة الورش الثقافية والتنويرية وإشاعة سلوك التسامح والمحبة بين هؤلاء الشباب والتوجه معهم إلى العمل البناء الذي يخدم به الشباب انفسهم ويسهموا بفاعلية في حركة البنا، والإعمار، وبنفس الوقت نرفع عندهم روح المواطنة وحس المسؤولية .

نحن امام خيار واحد في ارجاء الوطن والأمة.. وهو الاهتمام بهذا الجيل وتامين فرص الحياة الكريمة له وإعداده بشكل إيجابي وجيد ليكون حماة الوطن وسياجه المنيع.. أو نخسر شبابنا وأوطاننا..وينتهي كل شيء.

 

الأديب الباحث:غسان صالح عبدالله

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *