Share Button
الوطن السوري
” بلاد الشام “
الأديب الباحث غسان صالح عبدالله.
. الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية ، وهي ذات حدود جغرافية تميزها عن سواها .. تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختيار في الشمال الشرقي إلى قناة السويس و البحر الاحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة ومن البحر السوري في الغرب شاملة جزيرة قبرص إلى قوس الصحراء العربية والخليج العربي في الشرق وتوصف { بالهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص}.
إن كتبت التاريخ خاصة الغرب منهم أفقدوا التاريخ إلى حد كبير كل صفة علمية في مرحلتين:
“مرحلة ما قبل النهضة، ومرحلة ما بعد النهضة ” وقد جمعتها سمة طاغية هي سمة التعصب للغرب ضد الشرق.مما أفقدهما معا كل ما له علاقة بالمنهجية العلمية والموضوعية في كتابة التاريخ، فإذا كان التعصب الديني المقيت والمتخلف بفكره ومؤسساته المتمثلة في محاكم التفتيش قد سيطر على اوربا طيلة العصور الوسطى فقد فقد التاريخ كل صفة علمية كان يتمتع بها، وبعد أن تحول التاريخ إلى رجال الدين كان معناه محو التاريخ الصحيح من الوجود واصبح هذا التاريخ المزور مقلوبا على رأسه المشبع بكل انواع التعصب للغرب ضد الشرق والذي تربت عليه الأجيال في المدارس والجامعات طيلة العصور الوسطى والحديثة ، وهو الذي فرخ وأنتج كل أنواع التعصب الديني وما سببته من حروب همجية ليست الحروب الصليبية إلا إحدى تجلياتها البارزة ، وجعل من الغرب الحاضنة الحقيقية لتفريخ تلك النظم الشوهاء ” كالنازية والفاشية والص ه ي و ن ي ة”
. إن التزوير الذي تعرض له التاريخ العربي بوجه عام والسوري بشكل خاص هو تاريخ التمدن على هذا الكوكب طيلة العصور القديمة والوسطى ، ولم يكن ليعيش لولا الحماية له. وابتعدت كتب التاريخ في الغرب بملء إرادتها عن الروح العملية وشجعت على الغرائزية والعصبية وجعلت من البيت الواحد في الزمن الواحد والجيل الواحد شعوبا ولغات.
ورغم كل ذلك:
فإن الحقائق تبرهن على أن العالم العربي أو المشرق العربي هو المهد الأول للإنسان العاقل الذي وجد وعاش وأبدع اولى إنجازاته الثقافية ، ومنه شع وانتشر إلى شتى بقاع العالم وأكدت على ذلك علوم{ الأنتربولوجيا وعلم المنطق وعلم الجغرافيا والمناخ واللسان والمكتشفات الأثرية}.
ونحن إذا نؤكد او نذكر بهذا الإرث الحضاري لأن أبناءنا ومستقبلهم هو في حفظ وتدوين والتمسك والبحث عن هذا التاريخ المجيد الذي ضيعه تعصب الغرب وجهل الشرق ورجال الدين الذين قسموا الأمة إلى كيانات متناحرة ليسود الجهل والظلام والعصبية بين ابناء المجتمع، وهذا ما اراده لنا عدونا ونحن ننفذ إرادته بمعرفة وبغير معرفة.
ولولا القيمة العظيمة للتاريخ والآثار لما كان الغرب الاستعماري وأدواته سرق آثارنا ودمر تاريخنا وشوه حضارتنا ليتمكن من السيطرة علينا ويحولنا إلى ادوات قتل ضد بعضنا كما يحصل الآن في سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *