Share Button

بقلم : سامى ابورجيلة

صفة من الصفات الرائعة التى يجب أن تتوفر فى كل انسان .
ولكن للأسف كثير من الصفات ومنها تلك الصفة كأنها أندثرت فى المجتمع الذى نعيشه ، بل دائما ماتسمع ( هو عمللى حاجة ، هذا واجبه ) .
أو تجد انسان يتقرب لآخر ويصادقه ويكون كظله ، ويسأل عنه إذا غاب ، ويزوره إذا تأخر عنه ، ثم مايلبث بعد ذلك أنك تجد هذا الشخص الذى كان يتقرب بعد وكأنه لايعرف الذى كان صديقه ، والذى كان يزوره ولايتركه ، فتتعجب وتسأل نفسك لماذا ؟ فتجد الإجابة المؤسفة حقا ، والبعيدة كل البعد عن أخلاقنا الذى تربينا عليها ، والتى كانت متجذرة ومنتشرة فى مجتمعاتنا ، تلك الاجابة أن هذا الشخص كان يعرفه من أجل مصلحة يريدها ، أو من أجل مأرب يريده ، ٣م مالبث أن فاز بهذا المأرب وتلك المصلحة فانفلت ، وبعد عن صديقه ، أو عما كان يدعى أنه صديقه .
فبدلا من الوفاء بصداقته لمن قدم له المعروف ، وبدلا من أن يرد له الجميل تجده ناكرا له ، غير وفيا له .
هكذا أحيانا الصديق مع صديقه ، والزوج مع زوجته ، والزوجة مع زوجها ، والأخ مع أخيه ، ومع أخته ، لماذا ؟
كذلك فى جميع المواقف والسياسات حتى عضو مجلس النواب الذى تناسى فضل الله عليه ثم فضل أهل دائرته الذين أختاروه ليكون نائبا عنهم ، فما لبث أنه تغير وتبدل وأصبح نائبا للحكومة عليهم .
لأن الجميع نسى أو تناسى أصحاب الفضل ، وأول ماتناسى أصحاب الفضل عليه نسى ربه خالقه ورازقه فما أطاعه ، ولكنه عصاه ، لأن الله هو صاحب الفضل الأول على الانسان ، وهو صاحب النعم الباهرة عليه ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) ، وبدلا من أن يشكره العبد ويطيعه جحد بنعمه وعصاه ، فقست القلوب ، وأصبحت سوداء ، عليها ( الران ) الذى يغلفها بغلاف أسود فلا تشعر ولا يكون عندها الاحساس ، بل قاسية ، فهى ( كالحجارة أو أشد قسوة ) ومادامت القلوب اصبحت هكذا مع الخالق فلا غرابة أن تكون اشد قسوة مع المخلوق .
فتجد من يأكل الحرام ولايبالى ، وتجد من يكتسب من الحرام ولايبالى ، وتجد من يظلم الناس ويأكل حقوقهم ولايبالى ، وتجد من يظلم أخوته فى المواريث ولايبالى .
لماذا يظلم الرجل زوجته فى كثير من الأمور ويعاملها كأنها كقطعة أثاث يحتفظ بها فى بيته ولايسأل عنها الا وقتما يريدها ، فانتفت وتبدلت المشاعر ولم يعد الدفء والاحساس والحب مغلفا حياتهم ؟
ونسى هؤلاء جميعا أن الله هو الخالق وهو المشرع ، وهو الرازق ، ومع ذلك لم يعجبهم تشريع من خلقهم فأرادوا أن يشرعوا هم لأنفسهم .
وتناسو قول الحق سبحانه ( ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) ، ونسوا قول رسوله ( إن الله ليمهل للظالم فإذا اخذه لم يفلته ) ، ونسوا قول الرسول فيما بلغ عن ربه ( ياعبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
فلماذا الظلم ؟ ولماذا نتنكر لمن أسدى الينا معروفا ولانشكره ؟ لماذا يظلم بعضنا بعضا ؟
لابد من وقفة مع النفس إذا أردنا أن يعود لنا الخير مرة أخرى ، وبركة الصحة والحياة والعمر مرة اخرى .
لابد من العودة الى الأصل بالوفاء بين بعضنا البعض ، والإخلاص ، ورد الجميل لكل انسان كان له حق علينا .
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *