عُليا الماجستير أو الدكُتوراه، علماً أن العمل ليس عيباً، وما الَعيبُ إلا ما كان عيباً !!؛ وفي ذات السياق تَجد، وترى بعضاً من القيادات المُبجلة ممن يرفعون شعار الإسلام، والوطن، والوطنية، قد اغِّتَنُوا فجأة، ويملكون ملايين الدولارات، وأولادِ بعضاً من تلك القيادات الميَامين، حَالُ أغَلبَهم فَوُق الريح، فمن أين لكم كُل هذا الثَراء، والمال، والعقارات، والأراضي، وقد كُنتم بالكاد قبل سنوات تملكون لقمة العيش؟؟!!؛ وبعض التُجار الذين ضِمن حاشية الأمير، ويدخلون الحظيرة فَّيأكلون من الفطيرة،
لأنهم يرضون الحاكم، والسلطان، والأمير، والوزير، والغفير، والحزب، ويعملون معهم في البِّزنِسْ، فيعَيشون حياةً رغيدةً، وغِناً فاحشاً، وفساداً من غير حَسيبٍ أو رقيب!؛ وأولادهم كذلك فاكهيين، فَّرِهُونْ نائمون منعمون، ويتنعمون، يرقصون، ويتغنون فلا يَجُوعون أو يتَألمُون!؛ وكأنهم ولُدِّوُا، وفي فَمِهم مِلعَقةً من ذهب؛ وأما باقي الناس، وبعض التُجار الذين لا علاقة لهم بالقادة، والأمراء والأحزاب، والتنظيمات،
فإما انكسروا، وخَسروا تِجَارتَهُم، أو أوُدعُواْ في غياهب السجون بسبب الإفِلاس، وكثرة الشيكات بدون رَصيد، والديون التي تراكمت عليهم بسبب الأوضاع الجهنمية التي يحيياها المواطن في غزة فالعِزةُ مَهزوزة، ومُهتزة!؛ وبذلك الوضع المُزري للشعب الفلسطيني يكون قد تحقق هدف، وحُلم الهالك المجرم قائد عصابة اليهود الهالك “شارون” سفاح، وجزار مذابح صبرا وشاتيلا قاتل وباقِر بُطُون النساء الحوامل، والأطفال، والشيوخ!؛ فحينما انسحبت قوات عصابة الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005م،
كان شارون قد أعد مُخطط مُحكم، خَطَطَ لهُ بِشكلٍ دقيقْ، وبكل إتقان؛ ليحصل بعدها الاقتتال الداخلي الفلسطيني، الفلسطيني بين إخوة الدين الواحِد، والدم، والمصير الواحد المشترك، ويحدث الانقلاب الدموي؛ حتى اقتربنا الآن ووصلنا لحالة الانفصال شِّبه التام بين الضفة، وغزة!؛ وكأن غزة كُوكَبْ فيها حكومة، وإمارة لوحدها!؛ وكذلك السلطة، والحكومة الأخرى الشرعية في الضفة!؛ والمستفيد الأول، والأخير من هذا التقسيم، والانقسام، والفصل، هو عصابة الاحتلال المُجرمْ، وكأننا منحناهُم بِتَفرُقِنا، وعدم توُحدنا
فرصة ذهبية لإعلان المُطَبِعون المُنَبَطحون من الحُكام العرب تطبيع علاقتهم مع الكيان الغاصب لفلسطين!؛ فنحن نتحمل بعضاً من المسؤولية عن التطبيع العربي، والإسلامي المُهين مع عصابة المحتلين، بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، فَتَجرأ علينا الصغير، والكبير، والقريب، والبعيد!. وكل ذلك يجري، والناس الفقراء لا بواكي لهم في غزة، وممنُوعون من الانتقاد، أو النقد، لكبار القوم، وكَأن الكَبار، والقادة الأغنياء من غير تعب، معصومون من الزلل!؛ والناسُ مُحرمٌ عليهم أن يصدحوا بكلمة الحق،
لأنها تَسَطحْ اللُصُوص!؛ وقول كلمة الحق قد تجعل اللُصوص الِكبار، يُكفرُونك، أو يُخُوِنُوك، أو يَقَتُلُوكْ، أو يجعلونك خائناً ويشوهُوك لأنك كشفت المستُور من فساد، وإفساد علية القوم، مِمِن هم فوق دائرة الشك، والاتهام بحجة أنهم من المناضلين أو المقاومين الأشاوس، وهُم فوق دائرة الاتهام أو الشك!؛ ويبقي حال الناس في غزة بعد مرور ثلاثة حروب مُدمرة من العدو علي سكان القطاع مُزري، ومُرعب،
ومحزن؛ ومُبكي، ومُفجع، ومُوجع!؛ لأننا في غزة اليوم نَري أطفالاً بعمر الورود، والزهور يتسولون، ويتوسلون في شوارع غزة، وبعض النساء كذلك تجلس على قارعة الطرقات، لأنهم لا يجدون لقمة العيش!؛ وكذلك في الأسواق تري بعضاً مِمن يمدون أيديهم ينشدُون المُساعدة، وتشاهد في غزة مرضي لا يجدون ثمن الدواء والغداء، والعلاج!؛ واليوم في غزة شباب، وفتيات من غير زواج؛ وعنوسه تتوسع،
وتتمدد وتتسع، وحالات طلاق اِزِدَادت بشكل مُضّطَرد مع زيادة في نسبة الفقر، والبطالة؛ ناهيك عن وجود بعضاً من حالات تعاطي الحبوب المُخّدرة، والرذيلة، واتساع ظاهرة هجرة العقول للخارج، وهرب ألوف مؤلفة من الشباب خارج قطاع غزة، بسبب ضيق الحال، والبطالة والفقر، وبعضاً ممن هاجروا عن طريق البحر، ماتوا غرقاً في البحر ليكونوا طَعاماً للأسماك الكبيرة؛ حالُهم كَحال الَحِيِتَانْ وأسماك القرش الكبيرة في قطاع غزة، والتي أكلت الأخضر واليابس، وابتلعت كل الأسماك الصغيرة، ولكنها لن، ولم تشبع بعد؛
لأن أساس الجوعَان يبقي جُوعان مهما سرق، ونهب!!!؛ ولا يزال كِبار أولى الأمر منُقسمون، وغارقون في الملذات، والنعِم!. بينَما أغلب سكان قطاع غزة اليوم بالكاد، والكَدْ، والكبد، والعناء، والضنك يجدون فُتُاتاً من بعض قوت يومهم، ولا يستطيعون شراء حتى زيت الزيتون، ويأكلون الزعتر ناشفاً
جافاً، ومن غير زيتِ زيتُون!!؛؛ وبالمقابل يوجد البعض الأخر في غزة من الفُجار المستفيدين من استمرار حالة الانقسام، لأنهُم يملكون، ويسيطرون على كل شيء في القطاع، ولهم مشاريعُهم وأجندتهم الخاصة!؛ وأغلب باقي سكان قطاع غزة يتضورون جوعاً، وفقرًا وبطالة، ومرضاً، وقهراً وظلماً، وأغلبهم يتألمون، وقد لا يتكلمون خوفاً من البطش أو القتل!!؛؛ فَلقد قتل بعض القادة المنُقسمون،
وكذلك اللصوص السارقون، والناهبون لمقدرات الشعب، والمبُيِضّوُن للأموال المحرمة، تُجار الدمْ، والدماء، قتلُواْ روح الجهاد، والكفاح، والنضال، وحب الوطن، والوطنية عن أغلب أبناء قطاع غزة الأعزاء الكُرماء؛ وإن بقاء وطول أمد سنوات الحصار على قطاع غزة قد تسببت بإفقار أغلب سكان القطاع، وعلى رأس المُتسببين بذلك الحال أولاً، وأخيراً هُم عصابة الاحتلال الذي يحاصر القطاع منذ 14 عاماً براً وبحراً وجواً!؛
ولكننا أيضاً جميعًا نتحمل المسؤولية سواء كنا أحزاب، وتنظيمات، وحركات، وفصائل، وحكومات، ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية، لأن النفاق كان سَيِد الموقف!؛ لأن الساكت عن قول الحق شيطانٌ أخرس، وإن أعظم الجهاد هو قول كلمة حقٍ أما سلطانٍ جائرٍ أو ظالم، فلا خير فينا إن لم نقُّلَهَا، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها!؛ قال تعالى: ” وما أبرأ نفسي إن النفس لأمارةٌ بالسوء إلا من رحم ربي”؛
لذلك دعوة للجميع للتسامح، وللتوحُد، وليعطي الغني الفقير، ويجب وقف النزيف النازف من خاصرة المواطن، والوطن الجريح من القدس الحبيبة الشامخة المقدسة، حتى ضَفة العزة، والشموخ، إلى غزة العزة الصابرة، المُحاَصَرة المظلُوم أهلها، فلا نامت أعين الجبناء، ولا نامت أعين اللصوص، سارقي أموال المواطن،
والوطن، ولا نامت أعين تجار المخدرات، والمُنكرات، ولا تجار الوطن، والوطنية، الأفاكُون المنافقون الكاذبون باسم التدَيُنْ، والدين، أنهم يقولون فقط قولاً، لا فعلاً؛ ويَصِمتُون دهراً، وينطقون عُهراً!؛ فكَفاكُم متاجرة بالناس؛ فلقد بلغت القلوب الحناجر، وبلغت الروح الحلقوم، ولا تسَتهَيِنوُا بصمت المقابر، فأسفلها عالمٌ آخر من النعيم أو العذاب!؛ وربما يكون هذا الهدوء الذي يسبق هُبُوبْ العاصفة؛؛ فارحموا غزة،
فكلكم راع، وكلكم مسئولُ عن رعيته فالجميع يقع تحت طائلة المسؤولية كائن من كان؛ فَلمَلموا الجراح النازفة، واطعموا البُطون الجائعة، والعيون الحمراء المُجَمَرة الباكية، وليعطي الغني الفقير، وليرحم الكبير الصغير، وليعطف الوزير على الغفير، ووحدوا صفوفكم، وتوحدوا، وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب، وأِنهوا هذا الانقسام البغيض، اللعين المقيت!؛ من قَبِل أن تَعلَنَكَم ملائكة الأرض، والسماء .