Share Button

بقلم :إنجى عمار

يهل شهر أبريل طاويا معه كذبة ابريل مصاحبا ليوم اليتيم : كذبة ابريل لا يعد يوما وطنيا أو احتفال رسمى ولكنه يوم اعتاده الناس فى مختلف البلدان لإطلاق النكات والخدع ؛ أما يوم اليتيم فقد انطلقت فكرته من خلال دار الاورمان ليكون أول جمعة من شهر أبريل .

هنا لابد من أن نوضح ألفرق بين اليتيم واللطيم والجعى أو المنقطع .. فاليتيم هو من فقد الاب ويظل ملازما لهذا الوصف حتى البلوغ ؛ أما اللطيم من فقد أبواه ؛والعجى أو المنقطع هو الذى فقد الام .

انا بلاااااا أهل .. انا بلا صديق ..انا بلاااا زوج … انا بلا اولاد .

اليتم اعزائى هو الفقد حسى كان أم معنوى .

وراء معنى الفقد ستدور فى ذهنك مئات المواقف والتركمات والذكريات والمشاعر .

ستجد عمرك يمر أمام عينيك وكأنه شريط سينما يحمل كل الانطباعات والانكسارات والصور الذهنية وما تركه هذا الفقد فى نفسك .

اليتم يا سادة … ليس بالفقد الحسى وفقط ،بان يوارى التراب أجساد .

اليتم .. هو مشاعر الفقد للأحياء تشعر وكأنهم اموات ؛ فهناك اموات جعلتهم مواقفهم احياء فى القلوب وبين المقلتين صورهم محفورة .

وهناك من الاحياء تحجر عطاؤهم ففقدت الاحساس بهم .

ربطت بين كذبة ابريل ويوم اليتيم … لان يوم اليتيم هو كذبة ابريل .. فكيف أن نداوى جراح تدمى الفاقدين فى يوم وكأننا جمعنا كل ما بهم من ندبات فى لحظة واحدة لنرممها.

الفاقد -اليتيم – يحتاج لمداومةالدواء بالحب والحنان والاحتواء .

تسالت.. هل الفقد يجعل الإنسان أكثر لينا ومرونة فى العطاء والمشاعر والتعامل مع الظروف أم أنه يجعل من هذا الشخص كالحجر الصوان فمشاعره أضحت قاسية عصبه .

هل يجد الفاقد العوض فى مشاعر سخية حقيقية يركن إليها .

فمن فقدت الاب او الاخ مثلا وجدت زوج بحنان اب وامان اخ وله نفس القدرة على البذل والعطاء.

كثير من الآراء والكتابات دارت حول فاقد الشئ لا يعطيه ام يعطيه ببذخ ؛ واختلفت الآراء .

واجد أن فاقد الشئ يعطيه واحيانا بإسراف فهو من احترق بناره .

فعطاؤه لتحقيق اشباع نفسى وملئ فراغ الحرمان .

فمن فقد الام مثلا أكثر التحاما بأولاده وكانه يمنى نفسه بدفء حضن الام .يعوضه باختضانهم .

من فقد الاولاد يعطى لكل الصغار فتجدهم يلتفون حوله كالفراشات

حول الزهرة .

من فقد الأهل ترعبه الفرقة ، بحب اللمة ويأنس بها .

الفقد قد يكون بالرحيل أو البعد .. كلها مرادفات لليتم .

الفقد يكوى القلوب ويدميها .

وقد سطر احد الشعراء عن وجع الفقد والفراق قائلا

بكيت فهل بكاء القلب يجدي ؟

فراق احبتى وحنين وجدى ؟

هل يجدى النحيب فلست ادرى ؟

ارتقوا بالحب والعطاء لتتراقص به شغاف القلوب ، وتتهادى عليه الاحلام والامنيات .

اجعلوها كافروض تحييها النوافل .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *