Share Button

 كتبت :هاجر عادل

الأَب والأُم نعمةٌ لنا من الله يجب أن نقدرهاوإنّ أقل حقّ لهما علينا هو برهما وحسن معاملتهما.

أبي يا نبع الامان يا أعظم قلبٍ في الوجود لمثلكَ يُكتَب الشعر والقصيد إليكَ يا أبي، إليك يا سندي في هذه الحياة، إليكَ يا من زرعت في داخلي طموحاً يدفعني نحو الأمام، إلى مستقبل ناجح، أحبك يا أبي. إليك يا أغلى الناس، أبي الحبيب، هذه كلمات أكتبها إليك بمداد قلبي، وأبعثها إليك مع عبير الورد، وأريج الفل والياسمين يا قمراً أضاء ظلام عقلي وأضاء لي طريقي في الحياة ويا شمساً أذابت جمود قلبي، وفجّرت ينابيع الأمل. إنّ الله تعالى قسّم هذه الحقوق وجعلها مراتب وأعظم تلك الحقوق الحق العظيم بعد حقّ عبادة الله تعالى وإفراده بالتوحيد، وهو الحقّ الذي ثنّى به سبحانه، وما ذكر نبياً من الأنبياء إلاّ وذكر معه هذا الحقّ، الذي من أقامه يكفر الله به السيئات ويرفع الدرجات، ألا وهو الإحسان للوالدين. قلب الأم جنّة تستحق أن نبذل من أجلها الغالي والنفيس. والدي الحبيب، أنت طبٌ وطبيب، وكنز أباهي به القريب والغريب، دمك يجري في عروقي، وأنت معي أبداً لا تغيب. العيش ماضٍ فأكرم والديّك به، والأمّ أولى بإكرامٍ وإحسانٍ، وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه، أمران بالفضل نالا كلّ إنسان. حينَما أَنحني لأُقَبِل يَديكِ،وأَسكُبُ دُموعَ ضَعفي فَوق صَدرَكِ، وأستجدي نَظرات الرِضا مِن عَينيكِ. الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، هي التي مهما حاولَت أن تفعل وتقدم لها فلن تستطيع أن ترد جميلها عليك، ولو بذرةٍ صغيرة، هي سبب وجودك في هذه الحياة، وسبب نجاحك، تعطيك من دَمِها، وصِحَتها لتكبر، وتنشأ صحيحاً سليماً، هي عونك في الدنيا، وهي التي تدخلك الجنة. منحني والدي أعظم هدية يمكن لأي شخص أن يعطيها لشخص آخر؛ فقد كان يؤمن بي. ليس في الدنيا من البهجة، والسرور مقدار ما تحِسه الأم عند نجاح ولدها. مهما يفعل الأب فإنّه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلاً، إذ يجب على الأم أن تأخذ نصيبها من ذلك. أتمنى أنّ أهديك كل لحظات سعادتي، فأنتِ عندما تبتسمين تتفتّح ورود عمري، وتُشرقُ الشّمسَ في روحي ويُزهر الرّبيع في قلبي، وتشدو دقّاتهِ بأعذب الألحانِ، وينتشي قلبي فرحاً وكأنِّي ملكتُ الكونَ أجمع وفي كلِّ ركنٍ من أركانه يفوح شذى عطاؤكِ، أُمّي، يا وهج روحي، أدعو لكِ بكلِّ صلواتي أنّ يَمدّكِ الله بأيّام عمري، أحبّك يا أُمّي. غرّقتني في دَلالِها، ومَلِكَتني في طيبةِ قَلبِها وحنانِها، فيا رب أَسعِدها وأَطِل عُمرَها واجعَلني قَبلها في الفُراقِ. أُمي سأدعو لَكِ كثيراً، فأنتِ جَميع الفُرَص الجَميلة والثَّمينة، وأنتِ مَن لا يُساوي حُضَورَكِ أحَد، أُحِبُكِ يا جَنَتي. إنّي مدينٌ بكل ما وصلت إليه، وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك. الأم تظلم نفسها لتنصف أولادها. إليك يا أبي يا نبع الحنان فأنتِ بلسمي، أنتِ حياتي والهوى وتبسمي، أنتِ ظلال العطف يملؤه الحنان، أنت ديار الحب والحنان، أجهدتِ نفسك بلا ضجر. أروع ما في الطبيعة قلب الأب. ذكر أنّ رجلاً من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوّف بها حول البيت، وهو يقول: إنّي لها بعيرها المدلل، إذا ذعرت ركابها، لم أذعر، وما حملتني أكثر، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة. عليك ببرّ الوالدين كليهما، وبرّ ذوي القربى، وبرّ الأباعدِ، ما في الأسى من تفتت الكبدِ، مثل أسى والدٍ على ولدِ. أبي الحبيب، أنت النور الذي يُضيء حياتي، والنبع الذي أرتوي مِنه حبّاً وحناناً، أنت الأب الذي يشار إليه بالبنان ويَفتخر به بين الأنام، فهنيئاً لي بك أيّها الأب العظيم، فمهما قلت ومهما كتبت يعجز لساني عن أن يجد كلماتٍ تعبّر عما في قلبي لأوفيك حقك، فما في قلبي لك أكبر من أن أوفيه بالكتابة، وما أكنّه لك مِن حبٍ واحترامٍ يفوق كلّ وصف، لذا فإنّني لن أستطيع أن أصف ما بداخلي من مشاعر نحوك، فأنت خير أبٍ ربيتني فأحسنت تربيتي، علّمتني كيف أحب الحياة وأعيشها، فأنت خير قدوةٍ لي أقتدي بك وأسير على نهجك، إنّ هذه السطور التي أدوّنها يا أبي قليل من كثيرٍ أحملهُ لك في قلبي الذي يحبك كثيراً. 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *