Share Button

بقلم : فاتن عزازي

الفرق بين الابتلاء والعقوبة

كثيرا ما يتبادر هذا السؤال لذهن كل من يمر بأحداث موجعة في حياته. وهنا لابد أن ندرك أمورًا سبعة:

الأول: أن كلاهما حب من الله لنا فالابتلاء يرفع درجاتك التي لم يبلغها عملك، والعقوبة تنبيه من الله للمذنب حتى يتوب في الدنيا ويلاقي الله على خير.

والثاني: الفرق بين العقوبة والابتلاء؛ وله علامتان:

أولا: أن تنبيه الله للمذنبين لابد أن يكون من جنس ما فعله مع من ظلمه؛ حتى يدرك أن هذا هو ذنب فلان. وبالتالي إن ظلمت عدد من الأشخاص ستجد ما فعلته يتكرر عليك بنفس السيناريو والحوار ولكن مع اختلاف الادوار فبدلا من لعبك دور الظالم ستكون مظلوما وتشعر بكل ما جعلته يشعر به. فإن كنت على خير وتوبة واموالك حلال ومررت بأحداث مؤلمة فلتعلم أنها ابتلاء لرفع درجاتك وإن لم يكن فلتعلم أنه تنبيه أرسله الله لك حتى ترجع وتتوب وترد المظالم لأصحابها.

وثانيا: أن الابتلاء بعدما يمر دائما ما تكتشف أنه كان خيرا لك وانت لم تكن تعلم، لأن هدفه اختبار قوة إيمانك ويقينك بالله لا عقوبتك. بعكس العقوبة ألم هدفه الانذار فقط ولا يأتي من ورائه خير.

والثالث : استقبال العقوبة؛ فالبعض يدرك ويتوب ويرجع إلى الله ويرد المظالم وهم الفائزون، والبعض الآخر على قلوبهم غشاوة وزين لهم الشيطان ما فعلوا فيتمادون في ظلمهم فيكرر الله عليهم التنبية مرات عديدة ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر

والرابع : استقبال الابتلاء فقد يستقبله شخص بالرضا والتسليم واليقين أنه خير ساقه الله إليه ليرفع درجاته وهؤلاء هم الفائزون، وآخرون يشعرون بالسخط من داخلهم حتى وإن نطق لسانهم بكلمات الرضا وهؤلاء أخذوا الألم وحرموا أنفسهم من الثواب.

والخامس: أن كلا من العقوبة أو الابتلاء قد يأتي على هيئة خير وقد يأتي على هيئة احداث مؤلمة فقد يرزقك الله بولد فتفرح به، وعندما يكبر يفعل بك ما فعلته بأبيك إن كنت عاق له وكان ذلك انذار لك. وقد بحدث العكس كما حدث مع اصحاب السفينة التي عابها سيدنا الخضر حتى لا تؤخذ منهم غصبا، فقد مروا بحدث مؤلم كابتلاء لهم وبعده أدركوا الخبر بعده.

والسادس: أن الله يقتص للمظلوم في الدنيا ويجعله يرى القصاص بعينه ويجعل الظالم يدرك أن هذا ذنبه. أما العقوبات المؤجلة للآخرة فهي الملف الذي بين العبد وربه، أما ما بينه وبين العباد فيرد في الدنيا حتى يستقيم ميزان العدل في الدنيا.

والسابع: للمظلوم ملفان عند الله؛ الاول عاجل وهو رفع أذى الظالم عنه ومعاونته للخروج من أذاه. والثاني مؤجل وهو القصاص له ، فكلما عظم الذنب كلما تأخر القصاص رحمة من الله بالعبد الظالم من شدة هذا القصاص.

وأخيرا لا يفكر في هذا الفرق إلا صاحب ضمير يقظ، ولا يفطن إليه إلا أصحاب البصيرة فقط، أسأل الله لي ولك البصيرة وحسن الخاتمة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *