Share Button

كتب محمد الغريبي -تونس

_ نعيش على وقع احداث الشارع هذه الايام والتحركات الشعبية الليلية تنتشر هنا وهناك ، من الشمال الى الجنوب .. البعض يراها تعبير عن الاوجاع والبعض الآخر يصبغ عليها صفة اللصوصية من بعض الشباب ولايقبل حتى بالنظر إليها على كونها قد تصبح انتفاضة جديدة تقوض اركان النظام السياسي الحالي ..

الاكيد ان الاختلاف بين مايحدث اليوم وماحدث في جانفي 2011 موجود فلا يتنزلان في نفس السياق التاريخي من حيث الدعم والأهداف ولا حتى الوسائل التي اشتغلت سابقا لتقوض اركان سلطة بن علي .. بن علي رحل والجزيرة تقوفت عن الاهتمام بالشأن التونسي والأصوات الربيعية من خونة وعملاء هم الان في السلطة واليوم لن يقف واحدا منهم الى جانب ما يحدث ، بل بلغت بهم نواياهم الى اعتبار التحركات ” أعمال شغب ” .

تم انجاح احداث 2011 في تغيير النظام ، لكن اليوم مصير الشعب والسلطة مجهول والاقرب ان التحركات ستتوقف اذا لم تدعمها المنظمات النقابية والجمعيات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وبقاء الطبقة المثقفة تنظر من بعيد .

_ الشان الدولي ومسألة التطبيع .. من الواجب ان نطرح سؤال قبل ان نبدأ التحليل .

# ماالذي اجبر الرئيس قيس سعيد ان يطرح ملف استرجاع الاموال المنهوبة في هذا الوقت بالذات ، واقدامه على ذلك هل له ضمانات لاسترجاع تلك الاموال ؟؟

نحن نعيش على وقع الاسراع بعملية التطبيع من بلد عربي الى اخر مع الكيان الصهيوني وفي ذات الوقت تطرح قضية المطالبة باستعادة اليهود الذين رحلوا الى الكيان الصهيوني مقابلا لأرزاقهم التي تركوها .. من الواضح انها ورقة ضغط للدفع بتونس نحو الموافقة على التطبيع والسماح لها باسترحاع ماعرف على أنه اموال بن علي وعائلته بالخارج ، خاصة وان مدة صلوحية المطالبة بها قربت على النهاية .. والواضح أن تلك الاموال لن تعود اذا ما تعنتت الاطراف التونسية ورفضت المضي في قبول التفاوض بشان التطبيع وتبقى مبادرة قيس سعيد غير بريئة لو ما وافقت تونس على التطبيع .. هذه القضية ستكون معقدة جدا باعتبار ان الجارة الجزائر لا تعترف لا بصلح ولا تفاوض .

_ في الشان السياسي الداخلي .. لم تمضي مدة طويلة ونحن اليوم نعيش على وقع الحكومة الثانية مع المشيشي وهو القادم بدعم من قرطاج لكن اجبر على تغيير حكومته ظنا منه ان الفضاء سيسمح له بتمرير القرارات والمشاريع حين الاقتراب من الاحزاب وخاصة حركة النهضة صاحبة الاغلبية البرلمانية والقادرة على استقطاب احزاب أخرى لدعمها ودعم الحكومة .. الأمر ولد صراع خفي بين القصبة وقرطاج وبين المواطن ونوابه وحتى بين المواطن ذاته وبعض الوزراء الجدد لأن منهم من تلاحقه ملفات فساد .. اغلقنا الباب عن الحكومة الاولى للمشيشي وفتحنا بابا اخر لحكومة ، يذهب البعض على اعتبار جلها مستقل ولا يملك الكفائة في إدارة المؤسسات .

خيار حكومي فشل واخر مجهول النتائج .. شارع يسخن يوما بعد اخر ولا ندري نتائج تحركاته.. فهل قدرنا المجهول مرة أخرى وتستمر ازمتنا الاقتصادية والاحتماعية ؟

الخيارات صعبة وخطيرة وحلولها تبدوا مجهولة وربما مستحيلة بالنظر الى مانعيشه من تحولات اقليمية ودولية .

ماننصح به هو توحيد الشعارات للتحركات وضرورة اضطلاع المثقف بدوره التوجيهي .. أي ضربة أخرى ، سواء للشعب أو الدولة ، ستكون جد موجعة ولن نقدر بعدها حتى على تحسس سبل النجاة .

#الغريبي

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *