Share Button


بقلم / إيمان نسيم

الأم ملاك نابض بالحُب وكأن حنان الكون رهنٍ بقلبها..فهى ينبوع عطاءٍ ، لا ينضُب ولا يعرف مَنْاً ولا كلل.
عندما تضع مولودها وتضمه إلى روضة أحضانها الدافئة ،فيشعر وكأنه مُحاط بدفئ الكون..فيشتم رائحتها كأول عبير يعرفه أنفه الصغير ،وكأنه يستنشق الأمان فى رائحتها ويتعرف على عالمه الجديد ،فيعوض الرابط الذى إنقطع بينهم بعد أن خرج من رْحِمها .

ومع أول قُبلة على وجنتيه وكأنها ميثاقٌ وعهدٌ لتمنحه كل حُبٌ وعطف ورعاية.

وعندما تُحدِثه وتُهمهم بصوتها الحانى ،فإن همهماتها كتراتيل تسكُن روحه ،فيهدأ وينام.

ومُنذ ولادة طفلها تتلاشى ذاتها وتعيش بروح ونفس طفلها وتحيا بنبضات قلبه وتحلم بأحلامه وتتألم لألمه..
فهى ملاكه الحارس والأمين الذى يكن له الحب الصادق وترعى طفولته وكأنه نبتة صغيرة توفر له كل سُبل الحياة والسعادة.
فهى بحق كالشمعة التى تحترق وتذوب حباً فى أبنائها .

فأتخيل ،حين يُفطم الطفل ، فكأنه أنفصال لروحه عن روحها.
وعندما يكبُر ويعتمد على ذاته ،فمخزون حُبها وحنانها هو ذُخراً لباقى العُمر.
ودُعائها له لا ينضُب ،وكأنها قسّمت عمرها لرعايته ثم للدعاء له ،فتظل مصدراً يستمد منه الحياة والسعادة.. فلم تشعر بسنوات عمرها التى هرولت وسعَدت بكل يوم يزيد فى عُمر أبنائها ،وكأنها لم تخسر سنواتها بل أضافتهم لأعمار أبنائها.

فيا رب بقدر حبهم وعطائهم ، إمنحهم الصحة والسعادة ..
وإرحم كل أُم أتمت رسالتها ورحلت عن عالمنا.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *