Share Button

حكاية مقهي الفيشاوي بحي الحسين

بقلم/مصطفي العربي ابوعاطف

تبدا حكاية مقهي الفيشاوي بحي الحسين منذ زمن الفتونة في مصر، إن أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي ، الذي تبوأ عرش الفتونة في الحي بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي ، الذى كان هول الحى ومبعث رعبه ، وكان رجلاً ضخم الجسم مخيف المظهر، ولما زاد بطشه انبرى له الفيشاوى ودارت بين الاثنين معارك جمة انتهت بهزيمة «مهدى العجمى» ، ولم يستقر له الحال في منطقة الحسين إلا بعد تأكده من أن مهدي العجمي سافر بلا رجعة لموطنه الأصلي بالإسكندرية ، وارتقى الفيشاوي عرش الفتونة في حي الحسين .
وبدأ الفيشاوي حياته ببوفيه صغير ، ثم أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض لبناء مقهى، وكانت المقهى في بداية نشأتها تتكون من ثلاث حجرات على مساحة 400 متر .
أول غرفة تسمى غرفة البسفور، وهى مبطنة بالخشب الأبنوس، وأدواتها من الفضة والكريستال ، وكانت مخصصة للملك فاروق وكبار الضيوف .
والغرفة الثانية تسمى «التحفة»، وهى مكسوة بالجلد الأخضر ، وكانت مركزا لأهل الأدب والفن ، ولطالما شهدت مناقشات فنية وجلسات الغناء والطرب .
أما أغرب الغرف فمخصصة للقافية ، وهى تختص بالطبقة الشعبية التي كانت تشهد مسامرات أبناء الأحياء الشعبية .
في عام 1960 تعرض مقهى الفيشاوى لاستقطاع جزء كبير من مساحتها بسبب توسيع ميدان الحسين، فتقلصت مساحة المقهى الشهيرة.
وكان من رواد الفيشاوي منذ إنشائها جمال الدين الأفغاني ، عبدالله النديم ، عبد العزيز البشري ، ونجيب محفوظ الذي تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك ، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته ، وغير مستبعد أن يكون قد سمع بعضها من ( فهمى الفيشاوى)

بقلم مصطفى العربي ابو عاطف 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *